الخميس 16 مايو 2024

خيانة بأثر رجعى! (1)

4-7-2017 | 22:30

بقلم – سكينة السادات

يا بنت بلدى

 

هل ينطبق المثل العربى الذى يقول: "إن سوء الظن من حسن الفطن", أى أنك يجب أن تشك فى كل شىء ولا تثق فى أحد ثقة مطلقة وأن تفترض سوء النية وسوء الظن عند كل من تعاملهم؟

للأسف من كثرة الأكاذيب وكثرة الخيانات فى هذا الزمن وجحود أقرب الأقربين أصبح مثلنا العربى القديم واجب الاعتبار والتصديق لكنه أمر صعب للغاية ولكن لا مفر من الحيطة والحذر!

 

***************************

حكاية اليوم روتها لى السيدة (رمزة .ك) 45 سنة, وهى سيدة جميلة ذات قوام فارع وقسمات هادئة وصوت واضح مقنع, وهى خريجة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وتعمل فى أحد البنوك الأجنبية الشهيرة.

 

**************************

قالت لى السيدة رمزة إننى أعيش فى حسرة وكمد وحزن فى داخلى كبير فقد صدمت فيمن كان أعز المخلوقات عندى، ليس ذلك فحسب بل شملت الصدمة من كنت أثق بهم وأعتبرهم أهلى وناسى وأقرب الأقربين إلى نفسى, وقد أصبحت الآن إنسانة فاقدة الثقة فى كل من حولى ولا أصدق أحدا وأعيش حياة الشك والخوف من كل شىء!

 

**************************

واستطردت رمزة.. سوف أحكى لك الحكاية منذ البداية, وبداية حياتى العاطفية كانت فى جامعة القاهرة حيث ارتبطت بقصة حب طاهرة وشريفة مع أحد المعيدين بالجامعة, ففور حصولى على شهادتى الجامعية تقدم إلى أسرتى ورحبوا به رغم أنه كان لا يملك شيئا, لكنه من أسرة طيبة, وكنت متمسكة به, وكنت أحبه ويحبنى, وكنا فعلاً فى غاية السعادة حتى حصل على منحة لنيل شهادة الدكتوراه فى (اقتصاد البلاد النامية) من جامعة جورج واشنطن الأمريكية, وأرجأنا تجهيز شقة الزوجية حسب ما رآه هو وأسرته لحين عودته من البعثة, ولم يفكر أو يقترح - مثلا مثلا - أن نتزوج وألحق به فى أمريكا كى أستكمل دراستى أنا الأخرى بل اقتصر تفكيره على دراسته هو وتأجيل أى شىء متعلق بالزواج حتى حصوله على الدكتوراه وعودته إلى مصر!

قال له أبى: يا ابنى كل حاجة بيزيد ثمنها مع مرور الأيام وليس لديك شقة ولا أثاث فلما لا تبدأ من الآن وأنا الذى سأدفع؟

قال لا أريد أن أستبق الأحداث ربما أحضر لأتزوج من رمزة ونسافر للعمل والحياة فى الخارج, صمت أبى وقال: الأمر لكما أنتما الاثنين وقد قلت لكما رأيى المتواضع وأنتما أحرار فى حياتكما!

 

************************

واستطردت السيدة رمزة.. سافر خطيبى إلى أمريكا وكان موعد المكالمات كل يوم خميس من كل أسبوع مساء مكالمة طويلة بخلاف مكالماتنا بين الحين والآخر للاطمئنان والتحية!

وكان الأمر طبيعيا فى الثلاثة شهور الأولى ثم أصبح ينسى أو يتناسى موعد مكالمتنا الطويلة الأسبوعية, وأحيانا عندما أهاتفه لا يرد وعندما أجده يقول إنه مشغول جدا أو أنه كان مسافرا مع الجامعة فى رحلة خارجية أو أى حجة كأن يقول إنه كان مريضا مثلا!

 

*************************

واستطردت السيدة رمزة وذات مرة قلت له: ما رأيك.. أرسل توكيلا بالزواج إلى شقيقك وأنا آتى إليك لأنك أوحشتنى جداً ورد كمن لدغه عقرب.. لا.. لا.. لا.. اوعى تفكرى فى الموضوع ده الجو هنا بارد جدا ثلاثين تحت الصفر وأنت صحتك رهيفة.. أصبرى وأنا جاى بعد كام شهر!

 

************************

واستطردت السيدة رمزة.. ومرت شهور وشهور وصار كلامه نادرا معى, وصار أمر عودته إلى القاهرة بعيدا جدا عن الذكر, وكان يقول إن العلوم صعبة جدا وأنه متعثر بعض الشىء فى الرسالة لأنها صعبة جدا حتى كانت المفاجأة الأليمة التى زلزلت كيانى.. الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية.