الإثنين 25 نوفمبر 2024

دعم مصر للقطاع يقلص المواجهة مع إسرائيل ويضعف عباس

  • 5-7-2017 | 15:38

طباعة

 

قد يؤدي حدوث حالتي صراع القوى في العالم العربي، من جهة بين السعودية والدول السنية المحافظة وبين قطر، ومن جهة أخرى بين السلطة الفلسطينية وحماس، إلى تخفيف جزء من حالات الضائقة، التي تجتاح قطاع غزة بشكل مؤقت، وإبعاد خطر المواجهة مع إسرائيل نوعا ما. هكذا بدأ مقال الصحفي الإسرائيلي “عاموس هرئيل” في صحيفة “هآرتس” العبرية.

 

قال “هرئيل” إن الخطوة التي تتخذها مصر بإمداد غزة بالكهرباء مقابل تعزيز مكانة “محمد دحلان” القيادي في حركة فتح في القطاع  ودعم الإمارات العربية المتحدة والسعودية تحظى بالقبول الجهات الإسرائيلية خاصة أنها قد تؤخر فرصة الاشتباك مع حركة “حماس” في القطاع، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تتطلب تنازلات من جهة حماس، ولكنها في الوقت ذاته قد تلحق ضررا برئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس”، حيث سيبتعد أكثر فأكثر عن السيطرة على القطاع، وسيضطر إلى رؤية كيف ينجح خصمه الداخلي، في تعزيز مكانته في القطاع بدعم علني من القاهرة.

 

في وقت سابق قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغر للشئون الأمنية والسياسية في الشهر الماضي عدم التدخل في الأزمة وعدم تغطية العجز المالي الناتج إزاء الخطوات التي اتخذتها السلطة.

 

ولكن فيما بعد حذرت منظمات الاستخبارات الإسرائيلية من أن الإحباط المتزايد في القطاع قد يؤدي إلى تدهور الوضع عسكريّا بشكل غير مخطط، وعندها ستتردد حماس فيما إذا كانت ستتواصل العمل ضد القذائف التي تطلقها المنظمات السلفية المتطرفة.

 

من وجهة نظر “هرئيل” نجحت مصر في التعرف إلى الخطر الكامن وإلى الفرصة المتاحة أيضا فإذا  شكل الشرخ بين قطر وجاراتها في الخليج ذريعة  للعمل على قطع العلاقة بين قطر وحماس، خاصة بعدما وافقت  الإمارات العربية المتحدة  على زيادة الدعم المالي للقطاع.

 

وبدأ وصول شاحنات الوقود عبر معبر رفح بتمويل منها وتحت رعاية “دحلان” إلى القطاع حتى بالرغم من أن صغر حجم الدعم الإماراتي مقارنة بالدعم القطري، الذي يقدر بنحو 900 مليون دولار حتى وقتنا هذا. فقد يتضح  لقادة حماس أنه في ظل الأزمة في الخليج، لن تستطيع الحركة الاعتماد بعد على شبكة الأمان القطرية، التي كانت مضمونة لها في العقد الأخير.

 

أصبح يمكن استخدام الكهرباء الآن بين خمس إلى ست ساعات يوميا، مقارنة بثلاث ساعات في ذروة الأزمة.

 

في الأيام العشرة الأخيرة، زارت بعثتان تابعتان لحماس من القطاع القاهرة والتقيتا أفراد الاستخبارات المصرية وعناصر دحلان. كما شارك في أحد اللقاءات يحيى السنوار أيضا، وهو زعيم حماس في غزة.

 

وعلى الجانب الإسرائيلي يرى “هرئيل” أن إسرائيل تحافظ على تنسيق مكثّف مع مصر، ولكنها ليست راضية تماما عن كافة تفاصيل التسوية المتبلورة, ويتطرق القلق الإسرائيلي الأساسي إلى إمكانية استغلال حماس التسهيلات في رفح لتهريب وسائل قتاليّة وكذلك "مواد ثنائية الاستخدام"، مثل الإسمنت، الذي يُستخدم لحفر الأنفاق وإقامة تحصينات تساعد على تحسين منظومة الوسائل القتالية أيضًا.

 

ويبدو أن إسرائيل ما زالت ترغب في المخاطرة بشكل محسوب: قبول المخاطرة إلى حد معين لتعزيز الجناح العسكري لحركة حماس، إذا ضمنت بهذا استبعاد خطر الحرب الفوري في الجنوب وزيادة التأثير المصري في ما يحدث في القطاع.

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة