استغاثات عديدة من جهات التحقيقات داخل الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو وصلت لخمس مذاكرات موجهة لوزر النقل منذ عامين؛ حتى بحّ الصوت، وجفّ الحلق، من دون رد حتى كتابة هذه السطور، في محاولات مستميتة تنذر بكوارث محققة وشيكة، إلا إنها لا تجد آذنًا صاغية من قبل المسئولين الذين لهم ودن من طين والأخرى من عجين، فلا يكادون يسمعون شيئًا، وإذا سمعوا وضعوا أصابعهم في آذانهم؛ بغية التنصل من مسئولياتهم التي ظنوا أنها تشريف وليست تكليفًا، فتراخوا عن القيام بواجباتها، وتواروا عن التصدي لمشكلات المواطنين، ولسان حالهم يقول صبوا الزيت على النار حتى يزداد أوارها اشتعالًا.

غرف كابلات تغرق في المياه الجوفية، وصناديق إطفاء وهمية، وشبكات حرائق من دون مياه، ومحطات فارهة مقامة على "طرنشات" من دون صرف صحي، وأجراس إنذار تدق منذ ما يزيد على العامين، ولا يتحرك ساكن لمسئول انتظارًا لوقوع الكارثة؛ للظهور على الشاشات؛ لتقديم التعازي لأسر الضحايا، وتحميل الدولة نفقات إصلاح الأعطال، وتعويضات ضحايا الحوادث، وعلاج المصابين.

غرف الكابلات تنذر بكارثة

أفادت المستندات التي حصلت بوابة "الهلال اليوم" على نسخة منها، في الخطاب الموجه لوزير النقل، والمهمور بتوقيع المحققان: عامر السباعي عامر الشوربجي، ومنير حنا ناجح، بوجود مشكلة قديمة وما زالت قائمة حتى كتابة هذه السطور، ولم يتحرك ساكن لدى المسئولين بتوفير حل عملي للقضاء على المشكلة، التي تنذر بكارثة تهدد حياة الملايين يومًا ما لا ينقع فيه الندم، والعويل على الفضائيات؛ ألا وهي غرق غرف مجرى كابلات مترو الأنفاق بالمياه الجوفية بورشة شبرا الخيمة، ويتم شفط المياه كل فترة، دون حل جذري.

وطالب المحققان الوزير في خطابهما بسرعة تشكيل لجنة للفحص والمعاينة؛ باعتبار الموضوع غاية في الأهمية، وأعربا عن استعدادهما الكامل للتعاون لحل المشكلة لصالح العمل.

وأوضحت مذكرة داخلية أخرى موجهة لوزير النقل، وممهورة بتوقيع المحقق عامر السباعي عامر الشوربجي، بإفادة أحد المسئولين بشركة الكابلات المصرية، بأنه يخشى على المدى البعيد من تحلل تآكل المادة العازلة، مشيرًا إلى أنه يمكن استبدالها بكابلات أخرى بها عازل مائي، أو عمل "بيارة" على عمق معين، لتجميع المياه، والتحكم في صرفها، ولم يلتف أحد من المسئولين لإنذار المحقق، أو يستجيب لأي من مطالبه.

خط إطفاء وهمي

فضحت المذكرة الموجهة لوزير النقل من التحقيقات التي حصلت "الهلال اليوم" على نسخة منها؛ خط الإطفاء الوهمي بورشة شبرا الخيمة؛ منذ بداية مشروع فصل مياه الشرب عن خط الحريق، وحتى الآن لا توجد مياه في شبكة الحريق، وتم التقدم بمذكرة لرئيس مجلس إدارة شركة المترو برقم صادر 648، بتاريخ 26/ 4/ 2015، ولم يتم اتخاذ أية إجراءات لحل المشكلة حتى الآن.

معدات غير مطابقة للمواصفات

كشفت أيضًا ذات المذكرة الموجهة لوزير النقل من المحققين، عن وجود عدد 2 "كلارك" بمخزن الساحة بورشة شبرا، تم التعاقد عليهما وتسلمهما غير مطابقين للمواصفات.

سكة 24 ترزح تحت المياه

خمس مذكرات تقدم بها المحققون بدأت من أواخر مارس، وحتى نهاية نوفمبر منذ عام 2015، كشفت الإهمال بحوش محطة المرج الجديدة؛ حيث إن سكة 24، وهي سكة الكشف وإزالة العوارض بالخط الأول أقدم خطوط مترو الأنفاق وأعرقها غارقة في المياه الجوفية، وتم علاجها أكثر من مرة من دون فائدة حتى الآن، مع ملاحظة أن التعاقد تم بالأمر المباشر.

"طرنش" محطة المرج الجديدة

ووثق كلام المحققين كارثة من العيار الثقيل، وهي أن محطة المرج الجديدة منذ إنشائها، وحتى الآن، الصرف الصحي الخاص بها على "طرنش"، مع العلم أنه سبق تجديد المحطة، ولم يتم تجديد الصرف الصحي حتى الآن.

صندوق إطفاء لـ"الشو"

ونوهت المذكرة الكاشفة أن صندوق الإطفاء الوحيد بحوش المرج الجديدة ليس به "خرطوم" و"قاذف".

وحذرت المستندات من تداعيات ما سبق من إهمال، وتراخي من قبل المسئولين؛ حيث إن القواعد الأسمنتية، المثبت عليها أعمدة الشبكة الهوائية بها "شروخ"؛ ما ينذر بكارثة محققة.

عقود النظافة تشوبها الأخطاء

أشارت المستندات المقدمة لمساعد رئيس شركة المترو للسلامة والجودة، ومدير عام السلامة والجودة للمعايير والمقاييس، إلى أخطاء ومخالفات في عقود النظافة، ففي العينة التي تم المرور عليها وكانت 9 محطات، أكدت التقارير عدم الالتزام في عدد العمال؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر، بالنسبة لوحدات شبرا الخيمة تبين الآتي:

الوردية الصباحية عددها 6عمال، والوردية المسائية عددها 6 عمال، والوردية الليلية عددها 8 عمال، إضافة إلى مشرف، طبقًا للدفتر الموجود بمكتب الناظر من يوم 22/9/ 2015 وحتى نهاية الشهر.

العدد الفعلي الذي تم رصده من قبل المراقبين: الورديتان؛ الصباحية، والمسائية يقوم بهما عامل واحد فقط هو "مصطفى محمود".

الوردية الليلية: مشرف واحد، و4 عمال فقط.

تشريك محطات

أفادت المستندات بتشريك عدد من المحطات بسبب عدم النظافة منها؛ محطة الزهراء 15 محضرًا، محطة السيدة زينب 20 محضرًا، محطة الشهداء 5 محاضر، إضافة إلى عدم نظافة النفق أسفل محطة السيدة، ودار السلام، وطبقًا للعقد في بنده السابع، يخصم أجر العمالة، ولا تدخل هذه الخصومات ضمن الحد الأقصى للغرامات وهي 20%.

فيما جاءت التوصيات مطالبة بمراجعة قيمة الخصومات بالعقد خلال شهر سبتمبر، وتكليف الإدارات الرقابية بالمترو بمتابعة القضية وتقديم تقرير شهري لإدارة السلامة والجودة.