صدر حديثًا عن دار ريشة للنشر والتوزيع كتاب "هل يدخل الصحفيون الجنة؟" للكاتب الصحفي الكبير محمد العزبي، وهو آخر أعماله، التي بادرت دار ريشة لنشرها، لتثري إصداراتها بإبداع أحد أهم رواد الصحافة المصرية والعربية.
يستعرض الكتاب بعض القضايا والإشكاليات التي تتعرض لها الصحافة المصرية، من معوقات وأزمات من خلال العديد من المقالات الصحفية والتي قامت بجمعها ابنته "شيرين" وأعدها له ابنه الصحفي "محمد محمد العزبي"، يتضمن الكتاب بعض المقالات المنشورة والغير منشورة.
بدأ الكاتب الصحفي وعميد الصحفيين محمد العزبي في كتابه "هل يدخل الصحفيون الجنة." والذي يقع في 283 صفحة من القطع المتوسط بمقدمة لم تكن على البال، كما هو عنوانها المدوَّن أعلى الكتاب في أولى صفحاته؛ والتي تلخص العلاقة بين الصحافة والسلطة أنهما على عداء كالأخوة (يتربص كل منهما بالآخر؛ رصاص بالكلمات وبطش بغير قانون).
ويستطرد بين ثنايا كلماته علاقته برؤساء مصر الراحلين.. "اعتقلني عبد الناصر، وأحببته.. فصلني السادات فكرهته، ولكنني أقرأ له الفاتحة كلما ذهبت إلى سيناء .."
تعتبر المقدمة هي سيرة ذاتية مختصرة وسهلة تحمل عناوين كبيرة وتفاصيل صغيرة ومفارقات عن حياة الصحفي محمد العزبي، بدايةً من يوم مولده "غالطت الحكومة فيه واحدًا وعشرين يومًا، فلم يكن على أيامنا يُسجَّل المولود باليوم والساعة"، وعند تسميته يقول "وُلدت في قريتي فأرسلت جدتي لأبي تسمينى "محمد بهاء الدين" ولكن المنوط به تسجيل الأسماء رأى أن محمد جاد الحق "أفضل وقد كان".
ويشير العزبي في مقدمته بإنسانية صادقة عن محاولة انحيازه للبسطاء طول سنوات عمره، لعل ذلك الأمر يسهم في دخوله الجنة، ولكنه يتساءل متعجبًّا؛ هل يدخل الصحفيون الجنة أم أن الصحف والتوك شو وما أشبهها لا تصدر إلا في نار جهنم وبئس المصير؟!
ويكمل في محاولة للإجابة عن تساؤله السابق: يمكن أن يدخل بعض الكتاب والنواب والصحفيين والإعلاميين الجنة إذا اعتزلوا، فالصحف والمجلات لا تصدر إلا في جهنم وبئس المصير.. والتليفزيونات أيضًا!.. فاعتزلوا وأنا أولكم، يرحمكم الله.
ويتكون الكتاب من ثلاثة فصول : ("صاحبة الجلالة سابقًا"، "حكايتي مع عيون بهية"، "عيون مصرية")، يحتوي كل فصل على عدة مقالات مقالات غير مسلسلة زمنيًّا يحاول الكاتب من خلالهم بأسلوب سلس وبسيط أن يتطرق ويرصد بعض المشاهد المجتمعية المصرية ويوثق قضايا المشهد الصحفي في مصر في محاولة لإظهار مدى العلاقة بين الصحافة والسلطة.