في كثير من الأحيان يتعرض البعض لمواقف يكون الاختيار فيها صعب ومصيري، ولكن قلوب الأمهات تختلف دائمًا، فعاطفتهم هي المحرك الأساسي لاختياراتهم، وهذا ما حدث مع سيدة نصحها كل الأطباء بالإجهاض بسبب الحالة المرضية التي أصبح عليها جنينها، ولكنها اختارت استكمال المشوار حتى أنجبت طفلتها الأولى، التي تعيش معها برغم إصابتها بمتلازمة داون، أسعد اللحظات.
وبحسب موقع «تايمز» الإخباري، استطاعت هاريت بلاكي 27 عامًا، من لينكولنشاير، أن تنجب ابنتها بوبي البالغة من العمر الآن 15 أسبوعًا، وأصبحت في قمة السعادة بتكوين أسرة مع شريكها جيمي.
وبدأت القصة عندما ذهب الزوجان إلى الفحص، وأخبرتهما الطبيبة المعالجة أنها ليست لديها مخاوف، وأن الطفلة كانت نشطة مع ضربات قلب قوية، ولكن بعد أيام قليلة فقط، حضرت فحصًا آخر بالمستشفى المحلي الخاص بها لتسجيل حملها رسميًا، وقالوا لها إن هناك مشكلة في العثور على الجنين.
قالت هارييت: «يبدو أن أخصائية التصوير تكافح للعثور على الطفلة، ولذا ضغطت على بطني بشكل أقوى، مما تسبب لي في الكثير من الألم، ولم يكن الطفل نشيطًا كما هو في العادة وكان ملتويًا أسفل رحمي».
بدأت هارييت تشعر بالمرض وأرادت العودة إلى المنزل، ولكن طُلب منها البقاء والتحدث مع طبيبة أخرى، والتي أوضحت أن الطفل لديه سمك شفاف في مؤخرة العنق (سائل تحت الجلد)، وكانت أعلى بكثير من المستويات المتوسطة، مما يشير إلى "مشكلة خطيرة" ولقد تم التحدث إلي كما لو أن طفلي قد مات بالفعل كما قيل للأم الحامل أنه من غير المحتمل أن يبقى طفلها على قيد الحياة.
ولكنها لم تفقد الأمل وبعد البحث في الويب بحثًا عن إجابات، وجدت اختبارًا يمكن أن يخبرها المزيد عن جينات طفلها وحجزت في عيادة خاصة في لندن لإجراء مجموعة كاملة من الاختبارات كما أجرت فحصًا ثالثًا، والذي أكد لاحقًا أن طفلها مصاب بمتلازمة داون.
في هذه المرحلة، شعرت هاريت بأنها في أدنى مستوياتها وقلقة بشأن مواجهة أسرتها وأصدقائها، إذا كانت ستنهي الحمل، وفكرت هارييت في إنهاء حملها بالفعل لكنها قررت في النهاية تقبل الطفل كما هو.
ومع ذلك، في الأسبوع 28، تم اكتشاف مشكلة أخرى، كان الطفل يعاني من انسداد في أمعائه، وهي حالة تسمى رتق الاثني عشر، وغالبًا ما ترتبط بالتثلث الصبغي 21 هذا يعني أنها لا تستطيع أكل أو هضم السائل الأمنيوسي كالمعتاد، ووجدت أيضًا أنها تعاني من عيب في القلب.
لجأت الأم الناشئة مرة أخرى إلى الإنترنت للحصول على المساعدة ، حيث وجدت اختصاصيًا في مستشفى سانت توماس في لندن ، ساعدها على "استعادة إيمانها بالحمل".
وأضافت هارييت: «ولدت ابنتي الصغيرة بوبي وأجريت لها عملية جراحية في سن 17 ساعة لإزالة الانسدادات وبعد سبعة أيام ، نجحت العملية الثانية في شفائها وهي الآن طفلة جميلة وسعيدة».
لقد جعلتني أسعد فى حياتي على الإطلاق، وعلى الرغم من أننا بدأنا بداية صعبة معها ، إلا أنها كانت تستحق كل دمعة فتتمتع ابنتي بشخصية كاريزمية صغيرة وتبدو عميقة جدًا في بعض الأحيان ، كما لو كانت تقرأ روحي.