الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

اقتصاد

مع زيادة توتر الوضع السياسي.. تعرف على جذور الصراع بين روسيا وأوكرانيا

  • 23-2-2022 | 12:46

روسيا وأوكرانيا

طباعة
  • فيرونيكا مجدي

التوتر بين روسيا وأوكرانيا ليس بالشيء الحديث بل يرجع للعصور الوسطى حيث كانت أوكرانيا جزءا من الإمبراطورية الروسية لقرون طويلة، فكلا البلدان لديهما جذور في الدولة السلافية الشرقية المسماة "كييف روس"، ولكن في الواقع كلا البلدين لهما تاريخ مختلف وتقافتان ولغتان مختلفتان.

حرب روسيا وأوكرانيا
بينما تطورت روسيا سياسياً إلى إمبراطورية، لم تنجح أوكرانيا في بناء دولتها، أصبحت أراضٍ ضخمة من أوكرانيا جزءاً من الإمبراطورية الروسية، وبعد سقوط تلك الإمبراطورية عام 1917، استقلت أوكرانيا لفترة وجيزة، إلى أن قامت روسيا السوفييتية باحتلالها عسكرياً مرة اخرى، ولكن بعد الحرب الباردة في عام 1991، أصبحت أوكرانيا مستقلة.

وعلى الرغم من أن تاريخ أوكرانيا وروسيا مشترك، إلا أن أوكرانيا سعت بجهد إلى البعد بنفسها عن روسيا في السنوات الأخيرة، واعتبرت روسيا أن أوكرانيا «خسارة فادحة» لها.

أسباب الصراع بين روسيا وأكرانيا 
ومع تولى فلاديمير بوتين سلطة روسيا، سعى إلى استعادة نفوذه والسيطرة على مناطقه السابقة في أوكرانيا وبيلاروسيا، حيث يعتبر الرئيس الروسي أن أي هجوم على أي من الدولتين هو هجوم مباشر على السيادة الروسية.

 وفي أثناء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا عام 2004، دعمت روسيا بشكل كبير المرشح المقرب منها، فيكتور يانوكوفيتش، إلا أن "الثورة البرتقالية" حالت دون فوزه المبني على التزوير، وفاز بدلاً منه السياسي القريب من الغرب، فيكتور يوشتشينكو. خلال فترته الرئاسية قطعت روسيا إمدادات الغاز عن البلاد مرتين، في عامي 2006 و2009. كما قُطعت أيضاً إمدادات الغاز إلى أوروبا المارة عبر أوكرانيا.

لماذا ضمت روسيا القرم؟
ولكن بلغت العدوانية الروسية بضم موسكو، الغير القانوني لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014 لإعادة فرض نفوذها مرة اخرى، كما دعمت روسيا الانفصاليين الذين بدأوا صراعاً في مناطق واسعة شرقي البلاد.

سبب الخلاف بين روسيا وأوكرانيا
وفي محاولة موسكو للحماية عن أراضيها تقدمت بإصدار «قائمة مطالب» من شأنها أن تقلل من النفوذ الغربي في المنطقة وكان من ضمن المطالب:

1- وقف جميع الانشطة العسكرية لحلف الناتو في منطقة شرق اوروبا ووسط اسيا، ومنع اوكرانيا من الانضمام الى المؤسسات الاوروبية وخصوصاً حلف شمال الاطلسي "الناتو"..(والجدير بالذكر أن حلف الناتو تأسس عام 1949 وكانت أولوياته تحجيم الأتحاد السوفيتي، ومواجهة الروس العسكرية)

2- تعهد امريكا والناتو كتابيًا عدم ضمهم لدول جديدة لحلف الناتو وخاصة اوكرانيا.

3- سحب الولايات المتحدة أسلحتها النووية من أوكراينا والمناطق القريبة لروسيا ووضعها داخل بلادها فقط، لان ذلك يُشعر روسيا بالتهديد لقرب الاسلحة منها.
 
4- سحب جميع قواعد "الصواريخ البالستيه" قصيرة المدى وطويلة المدى، الخاصة بحلف الناتو والولايات المتحدة، لان ذلك من ممكن أن يضرب عمق روسيا.
 
حرب روسيا وأوكرانيا 
وأوضحت صور عبر الأقمار الصناعية عن تحركات عسكرية روسية في مناطق شمال شرق الحدود الأوكرانية وبيلاروسيا، في نوفمبر2021، وذلك يعني أن روسيا تزيد من وجودها العسكري.

وكان يوجد نحو أكثر من 100 ألف جندي روسي في نقاط مختلفة على طول الحدود الأوكرانية.

وقالت الولايات المتحدة: إن روسيا تواصل تعزيز وجودها العسكري على حدود أوكرانيا، بالرغم من تأكيد فرنسا حصولها على تعهدات من الكرملين بألا يحدث "تصعيد" أخر.

وتتهم واشنطن موسكو بالتحضير لغزو محتمل واسع النطاق لأوكرانيا في المستقبل القريب، وان كان المسؤولون الأميركيون يعتقدون أن فلاديمير بوتن لم يتخذ بعد قرارا بشأن شن الغزو.

لذلك تلك الحرب لا تعتبر بين روسيا وأوكرانيا فقط، بل يتدخل فيها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أيضا، فقد هدد الاتحاد الأوربي روسيا في حالة هجوم أوكرانيا سيتدخل الاتحاد ذلك الوقت، وقد يتم تطور الأمر لمشاهدة حرب عالمية جديدة.

تأثير حرب روسيا وأوكرانيا على الاقتصاد 
فقد قال الدكتور وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والإحصاء والتشريع، هناك تأثيرات كبيرة على الاقتصاد العالمي حيث إن إمدادات روسيا لأوروبا من الغاز شيء استراتيجي ومهم لأوروبا، واي عقوبات يتم فرضها علي روسيا ستؤثر بالسلب على أوروبا أيضًا.

وأوضح "جاب الله" لبوابة "دار الهلال": أن أوروبا تستورد جانب كبير من الغاز من روسيا، فإذا تأخرت روسيا في إمدادات الغاز سيؤدي ذلك إلى رفع الأسعار بشكل كبير وحدوث تضخم في أوروبا، وأكمل أن أوروبا تعتبر الكيان المصنع في العالم، فإذا ارتفعت الأسعار في أوروبا فسترتفع أسعار منتجاتها لدى كل من تقوم بالتصدير اليهم في العالم، بالتالي استمرار الصراع يترتب عليه مزيد من التضخم وارتفاع الأسعار في أوروبا، الأمر الذي سينعكس على العالم بالكامل وليس تلك المنطقة فقط.

تأثير حرب روسيا وأوكرانيا على الذهب
أوضح أحمد معطي، محلل سوق مال، إن الذهب يعتبر الملاذ الأمن وقت الأزمات، وفي توقيت الحروب تقوم الدول وصناديق الاستثمار الكبيرة بالاتجاه لتحويل أموالها إلى ذهب، فالمستثمرين والمواطنين داخل تلك الدول يتجهون لتغيير أموالهم للذهب، فيعتبر الذهب والدولار أكثر عملات تمكن صاحبها من صرفها في أي مكان، لذلك عند إقامة حرب فسوف يتجه المواطنين والمستثمرين للذهب وبالتالي سيترتب على ذلك ارتفاع الذهب.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة