عقب إعلان الحرب الروسية الأوكرانية، أصبحت إسرائيل في مأزق حقيقي، فهل تدعم أوكرانيا التي تقف ورائها أمريكا، والتي تسعى تل أبيب لإرضائها طوال الوقت، أم تدعم روسيا التي تربطها بها علاقات اقتصادية.
وهنا حسمت إسرائيل القول بدعم أوكرانيا التي تدعمها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث تسعى إسرائيل دائمًا لكسب ود أمريكا، ومهما بلغت الخسائر فإن إرضائها يأتي أولًا.
إسرائيل تعلن دعم أوكرانيا
أعلنت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس الخميس، دعم أوكرانيا في الأزمة الحالية، وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيان لها يدعم أوكرانيا منذ بدء الصراع.
وسلطت الصحيفة الضوء على موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ووزير الخارجية، يائير لابيد، ووزير الدفاع بيني غانتس، المؤيد لأوكرانيا، واستعداد إسرائيل لنقل مساعدات إنسانية فورية إلى أوكرانيا، وقال «بينيت»، إن إسرائيل منخرطة في حوار مع شركائها حول سبل استعادة المسار الدبلوماسي.
ولفت بيان الخارجية الإسرائيلية لـ: «دعم إسرائيل وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا كما أعلنت تل أبيب عن قلقها على رفاهية 8000 إسرائيلي في أوكرانيا.. وعلى مصير الجالية اليهودية».
إسرائيل تمنع أسلحتها عن أوكرانيا
ورغم إعلان إسرائيل دعمها لأوكرانيا، إلا أن المراسل العسكري في «القناة 12» الإسرائيلية، نير دفوري، قال إنّ «إسرائيل نقلت في الساعات الماضية رسائل لعدة دول في البلطيق بألا يزودوا أوكرانيا بسلاح من إنتاج إسرائيل».
وتابع: «صحيح أنّ إسرائيل اتخذت موقفًا بنحو معين في هذه الحادثة، لكن مع ذلك يجب القول إنّها حذرة جدًا مع روسيا ولا تريد مشاهدة إحدى دول بحر البلطيق تنقل سلاحًا من إنتاج إسرائيل من أجل مساعدة أوكرانيا».
ولفت إلى «أنّ هذا الأمر من شأنه أن يحرج إسرائيل، ولذلك، مررت هذه الرسالة الآن على أمل أن تستمر إسرائيل بالسير بين النقاط».
رد روسيا
وعلى الفور ردت موسكو ووجهت رسالة إلى تل أبيب، تؤكد خلالها عدم اعترافها بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا أدانت الاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان، وقالت إنها لا تعترف بسيادة إسرائيل في المنطقة.
وفي إحاطة شهرية حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي، هاجم نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، إسرائيل وأكد موقف روسيا بعدم الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وأنها جزء لا يتجزأ من سوريا.
يهود أوكرانيا
ومنذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا، غمرت الوكالة اليهودية بطلبات من يهود يحاولون الفرار من أوكرانيا إلى إسرائيل، معظمهم أكملوا طلبات الهجرة لكن لم يتلقوا تأشيراتهم.
وحسب صحيفة «هآرتس» فإن مكاتب الوكالة اليهودية في القدس غمرت بمكالمات من جنود يخدمون في الجيش الإسرائيلي هاجروا بمفردهم إلى إسرائيل، لكن والديهم وإخوتهم ما زالوا في أوكرانيا، وكان الجنود يتوسلون للوكالة والحكومة الإسرائيلية؛ للمساعدة في ترتيب رحلات جوية طارئة عائلاتهم.
وأقامت الوكالة اليهودية والزمالة الدولية للمسيحيين واليهود خطًا ساخنًا خاصًا للإجابة على أسئلة اليهود في أوكرانيا، الذين يسعون لمغادرة البلاد إلى إسرائيل أو لإجلاء أقاربهم من هناك.
وذكرت «هآرتس» أن رحلتين وصلتا إلى إسرائيل من أوكرانيا، يوم الأحد، واحدة من كييف والأخرى من أوديسا، وكان على متن هذه الرحلات 100 مهاجر إلى إسرائيل، وكان يتم البحث لإحضار 160 مهاجرًا آخرين إلى إسرائيل في رحلتين مقررتين في منتصف مارس، مشيرة إلى أن الزمالة تبحث الآن في إمكانية تقديم موعد هذه الرحلات بسبب حالة الطوارئ.
وأوضحت أنه مع إغلاق المجال الجوي لأوكرانيا، سيتعين على جميع الراغبين في المغادرة، التوجه برا إلى البلدان المجاورة قبل أن يتمكنوا من السفر إلى إسرائيل.