تابع الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، خلال جولتهما صباح اليوم، أعمال مشروع ترميم وصيانة المبنى الإداري الأثري لكلية الآداب أقدم مباني كليات جامعة القاهرة، وإعادة المبنى الأثري إلى سابق عهده بكامل قيمته الفنية والمعمارية.
قدم الدكتور محمد الخشت رئيس الجامعة خلال الجولة شرحًا مفصلًا لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، عن مشروع ترميم وصيانة المبنى الإداري الأثري لكلية الآداب، والذي يعكس حرص جامعة القاهرة على الحفاظ على هويتها وتراثها المعماري الأثري والمتمثل في مبانيها التراثية والتاريخية.
وقال الدكتور الخشت، خلال عرضه، إن أعمال ترميم وصيانة المبنى الإداري لكلية الآداب، بدأت في شهر يونيو العام الماضي، مشيرًا إلى أنه ولأول مرة يتم إجراء عمليات ترميم لمبنى الكلية طبقًا للمواصفات الأثرية بواسطة خبراء من كلية الآثار بعد سنوات طويلة من عدم التطوير أدت إلى تضرر المبنى بشكل كامل وبدأ في فقد هويته التراثية والأثرية.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أنه تم العمل على رفع كفاءة المبنى من خلال تحديث البنية التحتية من إضاءة وأعمال كهرباء وميكانيكا ونظام إطفاء الحريق وإعادة ترميم المدرجات الدراسية بمحتوياتها من أثاث وشبكات النت والتكييف ووسائل تعليمية حديثة بما يتناسب مع تحقيق الهدف في خدمة العملية التعليمية داخل الكلية.
وأشار إلى أن المبنى الأثري لكلية الآداب شيد على طراز يحاكي الطراز اليوناني الروماني، ومحاكاة العناصر المميزة لهذا الطراز من حيث النسب والشكل العام، كما يعد تحفة معمارية من الداخل من حيث التخطيط والنسب الجمالية والوحدات الزخرفية المتناغمة والملونة والمذهبة حيث تم تنفيذ حليات وزخارف كثيرة بغاية الدقة داخل المبنى وخارجه.
وأكد الدكتور الخشت، أن عملية الترميم تمت وفقًا للقوانين والمواثيق الدولية التي تنظم عملية الترميم والصيانة للمباني الأثرية والتراثية من حيث استيفاء كافة أعمال التوثيق والتسجيل العلمي لحالة المبنى الراهنة بكافة الطرق التقليدية والحديثة وتحري الوصول إلى الحالة الأصلية التي كان عليها المبنى من خلال الوثائق والسجلات المحفوظة بالكلية والجامعة، إلى جانب اتباع الأسلوب العلمي في عمل كافة المكاشف والفحوص والتحاليل العلمية الدقيقة الكافية للتيقن من أصل خامات المبنى والأسلوب المستخدم حتى يتم استخدام نفس الأسلوب والخامات.
وأكد الدكتور الخشت، أن الجامعة تعمل بشكل متواصل لحفظ وصيانة مبانيها التراثية والأثرية، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يأتي بعد عدد من مشاريع الحفظ والصيانة التي بدأت في 2018 لمبنى قبة الجامعة وبرج الساعة وأسوار الجامعة والمدخل الرئيس والباب الجمهوري، واستكملت بترميم وصيانة عدد من واجهات مباني كليتي العلوم والاقتصاد والعلوم السياسية، وترميم وصيانة ورفع كفاءة عدد من مباني المدينة الجامعية خلال عامي 2019 و 2020 و 2021 بالإضافة إلى استمرار العمل بمشروع إعادة إحياء وترميم وتأهيل وصيانة المكتبة التراثية بالجامعة لتعود لها مكانتها وتؤدي دورها داخل المنظومة التعليمية للجامعة وبدون المساس بالقيم التراثية والتاريخية للمكتبة، ويتم في كل مشروع من مشاريع الصيانة والترميم بجامعة القاهرة تقديم ملف توثيق وتسجيل لتأصيل وحفظ كل القيم الفنية والمعمارية لمباني الجامعة كخطوة مهمة لصيانة هذا التراث المعماري الفريد للأجيال القادمة.
يذكر أن مبنى كلية الآداب شيد على مساحة 2000م2 ويحتوي على مدرجين رئيسين مساحة كل مدرج 336م2 بارتفاع 12م بالإضافة إلى العديد من المدرجات الفرعية والمكاتب الإدارية وفناءين مفتوحين، ويحتوي المبنى على العديد من الوحدات الزخرفية المعمارية ذات الطابع الفريد مثل 120 تاج عمود مزخرف ومذهب و 40 كابولي و4500 متر طولي من الأشرطة المذهبة.