كل عام وأنتم بخير.. نحتفل غدا الاثنين بذكرى الإسراء والمعراج، وهو الحدث الذي قال الحق سبحانه وتعالى فيه: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا" فقد أسرى بالرسول الأمين - صلى الله عليه وسلم - حتى يرى آيات الله في الأرض وفي السماء أيضاً، ويقول الله تعالى في سورة النجم: "لقد رأى من آيات ربه الكبرى ما زاغ البصر وما طغى".
كان الإسراء والمعراج حدثا فاصلا في الرسالة الإسلامية، وقع في نفس العام الذى مات فيه أكبر داعمي الرسول الكريم، ماتت زوجته خديجة، ومات عمه أبو طالب، فجاءت هذه المعجزة دعما للرسول وللرسالة، وعندما علم قومه أمر الإسراء في الصباح ثارت الأقاويل لم يصدقه بعضهم، وهذا طبيعي في أي أمر، بعضهم استغرب هل يعقل أن يذهب إلى بيت المقدس ويعود في ليلة واحدة، وقال أحد الخبثاء إن محمدا لم يسبق له رؤية بيت المقدس فليصف لنا هذا البيت، ووصف سيدنا محمدٌ البيت بالتفصيل، بل وأخبرهم بما شاهده في الطريق وبأمر قافلة لهم كانوا متلهفين لمعرفة أخبارها، ووصفها الصادق الأمين وحدد مكانها فصدقه من طرح الأسئلة، وحين وصل النبأ أبو بكر الصديق رد بقولته الشهيرة: إن قال محمد ذلك فهو صادق فإذا كنا صدقناه في أمر الوحي فكيف نكذبه في أمر الإسراء، تلك الرحلة المعجزة الى المسجد الأقصى بالقدس الشريف وإلى سدرة المنتهى حيث لم ولن يصل إليها بشر".
وهناك فرض الله سبحانه وتعالى "الصلوات الخمس" بعد أن كانت خمسين صلاة، لكنه سبحانه وتعالى قبل شفاعة نبيه فجعلها خمسًا في العمل وخمسين في الثواب، يغنمها المسلمون خمس مرات في اليوم، وقسّمها الحق مع عباده كما يقول في الحديث القدسي: “قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال عبدي: الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي، فإذا قال الرحمن الرحيم، قال تعالى أثنى عليّ عبدي، فإذا قال مالك يوم الدين قال الله تعالى مجّدني عبدي، فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين، قال الله تعالى هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم، قال الله تعالى هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.
في ذكرى الإسراء والمعراج ما أحوجنا إلى تطهّر الضمائر والنفوس والقلوب والنيات ليُستجاب دعاؤنا، فاللهم بارك لنا في أرزاقنا وفي أعمارنا واحفظ أهلي وأسرتي، اللهم احفظ بلدي مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي ووفقه في كل عمل واجعل النجاح حليفه.