احتفلت مؤسسة "كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة"، اليوم الاثنين، بمئوية وزارة الخارجية المصرية، بمشاركة العديد من أبناء الوزارة وقياداتها التاريخية ومن أسهموا في المراحل المختلفة من تطور هذه المؤسسة المصرية العريقة.
وذكر بيان لمؤسسة "كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة"، اليوم الاثنين، أن الاحتفالية افتتحت بكلمة مسجلة بهذه المناسبة لوزير الخارجية، سامح شكري، حول إسهامات الوزارة عبر المئة عام السابقة.
وفي كلمته للمشاركين، أكد ممدوح عباس، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، على الدور الكبير الذي قامت به الخارجية المصرية منذ مطلع القرن التاسع عشر، لافتًا إلى صدور إعلان 28 فبراير عام 1922، وبذلك عادت وزارة الخارجية المصرية إلى ممارسة عملها وتم إعلان 15 مارس يوما للدبلوماسية المصرية.
وأكد عباس أنه خلال المئة عام الماضية تطورت قواعد العمل بالوزارة من خلال عدة قوانين نظمت العمل الدبلوماسي، كما تطورت أساليب اختيار الدبلوماسيين، وأصبحت الوزارة تضم إليها الشباب من تخصصات مختلفة على أساس من الكفاءة، كما فتحت أبوابها للمرأة التي أثبتت كفاءتها.
كما تناول عمرو موسى، وزير الخارجية وأمين عام جامعة الدول العربية سابقًا، المحاور الأساسية التي ارتكز عليها عمل الدبلوماسية المصرية كمؤسسة وطنيه حيث أعطت أولوية للقضايا المصرية والتأكيد على فكرة الهوية العربية منذ منتصف الاربعينات.
وشدد موسى على أن الخارجية المصرية كانت تؤكد دائمًا على الهوية العربية- الأفريقية لمصر وكذلك البعد المتوسطي وهو ما أدى إلى قيام مصر بدور كبير على الساحة الإقليمية والدولية مثل قيام حركة عدم الانحياز ومنظمة الوحدة الأفريقية وجامعة الدول العربية.
من جانبه، أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة الإهرام سابقا ورئيس مجلس إدارة المصري اليوم سابقا، أن الخارجية المصرية هي جزء هام من الدولة المصرية الحديثة وهي انعكاس لما سبقها من تطور في المجتمع المصري، وأن عودة الوزارة سبقه إنشاء الجامعة المصرية وشق قناة السويس وهو ما يعني أن الخارجية المصرية قامت كتعبير عن الدولة المصرية الحديثة.
من جهته، قال السفير ماجد عبد الفتاح مبعوث جامعة الدول العربية إلى نيويورك، إن سر نجاح الدبلوماسية المصرية يعود إلى الترابط بين أعضائها ونقل الخبرات فيما بينهم وهو ما أدى إلى الارتقاء بالعاملين في الخارجية المصرية في تمثيل المصالح المصرية.
وأشار السفير عبد الفتاح إلى ضرورة السعي إلى معالجة عدد من القضايا الهامة من خلال رؤى وسياسات جديدة تتعامل مع الواقع الجديد منها خطة للمصالحة في الشمال الأفريقي وتأكيد التقارب المصري- الأفريقي والبحث عن كيفية حماية القضية الفلسطينية أخذا فى الاعتبار اتفاقات السلام الثنائية بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
بدورها، أكدت السفيرة وفاء بسيم، عضوة لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة، على أهمية دور المرأة في العمل الدبلوماسي، مشيرة إلى أسماء عدد كبير من الدبلوماسيات المصريات اللاتي ارتبطت اسمائهن بالكثير من الملفات ذات الطابع الهام على المستويين المصري والدولي، مثل ملف الحق في التنمية الذي قادته السيدة مرفت التلاوي، وملف حقوق المرأة الذي تولته السفيرة بهيجه عرفة، والسفيرة منى عمر، ذات الاهتمام المتميز بالملف الافريقي، والسفيرة نجلاء الحسيني وهي تتابع مجموعة "الكوميسا" كأحد اهم التجمعات الافريقية والسفيرة نائلة جبر التي ترأس اللجنة القومية لمناهضة الاتجار في البشر.
فيما تناول الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبه الإسكندرية، جهود التحديث في وزارة الخارجية التي بدأها الدكتور بطرس غالي من خلال طبع الكتب البيضاء التي كانت تحوي أهم الأوراق الخاصة بقضايا معينة تعمل بها الوزارة، وقد استكمل الوزير عمرو موسى جهود الإصلاح من خلال إعادة هيكلة وزارة الخارجية على نحو يتيح المزيد من تبادل الأفكار.
وأشار الفقي إلى نجاح المعهد الدبلوماسي الذي استفاد منه أيضا دبلوماسيون من عدد من الدول الأفريقية، مبرزًا دور العديد من رموز وأعلام وزارة الخارجية المصرية وما حققوه من إنجازات على مر السنين. كما تناول الدكتور مصطفى الفقي في كلمته القضايا التي شغلت الخارجية المصرية وأجيالا من الدبلوماسيين لسنوات وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وفي نهاية الإحتفال- الذي حضره العديد من السفراء والدبلوماسيين الأجانب المعتمدين في مصر- أشاد سفير الصين لدى القاهرة بالإحتفالية التي نظمتها المؤسسة وتقديرهم للتاريخ الوطني للخارجية المصرية، مؤكدا على عمق الصداقة المصرية الصينية وحرص دولته على دعمها.