قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب إن البيان الصادر عن لبنان بخصوص الأزمة بين روسيا وأوكرانيا كان بالتنسيق مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، نافيا ما تردد حول تنصل عون أو ميقاتي من البيان الذي استنكرته السفارة الروسية بلبنان واعتبرته خروجا عن مبدأ لبنان بالنأي عن النفس والتزام الحياد.
وأضاف بو حبيب - في تصريحات لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية في عددها الصادر اليوم - أن ما صدر عن وزارة الخارجية اللبنانية يعبر عن موقف الدولة، وتحديدا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة إضافة إلى الوزير المختص، مشيرا إلى أنه لم تتم استشارة أي من القوى السياسية في ما صدر، ولم يعرض الأمر على طاولة مجلس الوزراء، مشددا على أن تحديد التوجه الرسمي حيال حدث دولي هو بالدرجة الأولى شأن رئيسي الجمهورية والحكومة بالتنسيق مع وزير الخارجية.
وأوضح بوحبيب أن الانقسام الداخلي حول بيان الخارجية اللبنانية كان متوقعا، مشيرا إلى حق أي من القوى السياسية في الاعتراض، ومن واجب الحكومة أن نقرر تبني الموقف الذي تجده متناسبا مع مبادئها الثابتة والمصالح العليا.
وأشار وزير الخارجية اللبنانية إلى أن سياسة النأي بالنفس متبعة حصرا على مستوى النزاعات العربية والمحاور الإقليمية، أما على الصعيد الدولي فليس هناك ما يمنع من أن يكون لدى لبنان مواقف واضحة نابعة من ثوابته الوطنية والقوانين الدولية.
وحول ما وصفته الصحيفة بـ"النبرة المرتفعة للبيان في مخاطبة روسيا"، قال بو حبيب أن البيان سجل موقفا فقط ولم يذهب إلى أبعد من ذلك، مشيرا إلى أن لبنان لم يوقع قرارا غربيا في الأمم المتحدة ضد روسيا، كما طلب من سفير لبنان لدى الجامعة العربية وسفيرة لبنان بالأمم المتحدة السعي إلى الدفع في اتجاه اتخاذ موقف عربي مشترك من الأزمة المستجدة.
وردا على سؤال حول وجود ضغوط أمريكية لإصدار البيان، قال وزير الخارجية اللبناني أن المسألة لا تتعلق بضغط مباشر، مشيرا إلى أن القوى الدولية تلجأ في مثل هذه الأوضاع الى محاولة استقطاب تأييد أكبر عدد ممكن من البلدان، معتبرا أنه ضمن هذا الإطار تكلم الأمريكيون والفرنسيون والألمان وغيرهم، مشيرا إلى أن لبنان في النهاية يقرر ما يناسب مصالحه.
وشدد بوحبيب على أن موقف لبنان لا يعني العداء لروسيا، بل هناك حرص على المصالح المشتركة والعلاقات الثنائية التي تجمع بيروت بموسكو.
وكانت الخارجية اللبنانية قد أصدرت بيانا في الرابع والعشرين من شهر فبراير الماضي أدانت فيه ما وصفته بـ"اجتياح روسيا للأراضي الأوكرانية"، ودعت إلى وقف العمليات العسكرية فورا وسحب القوات الروسية والعودة إلى منطق الحوار. وفي صباح اليوم التالي، أصدرت السفارة الروسية في لبنان بيانا عبرت فيه عن دهشتها من الموقف اللبناني الذي أعلنته وزارة الخارجية، مؤكدة أن بيان وزارة الخارجية اللبنانية أثار الدهشة بمخالفتها سياسة النأي بالنفس واتخاذها طرفا ضد طرف آخر في هذه الاحداث، مشددة على أن روسيا لم توفر جهدا في المساهمة بنهوض واستقرار الجمهورية اللبنانية.