الأربعاء 26 يونيو 2024

إنجازات تفتح شهيتنا لطلب المزيد

6-7-2017 | 17:23

متحدثًا باستفاضة وعمق عن مسارات «ثورة ٣٠ يونيه”، التى احتفلنا بذكراها المجيدة الرابعة، وما يعنيه كل مسار من جوانب وأبعاد، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى التحية إلى الشعب المصرى العظيم، الذى رفض الحكم الفاشى الديني، وتصدى للتطرف والإرهاب وأصر على الحفاظ على هوية مصر .

والواقع، والمنطق المجرد يجعلنا نقول «إن التحية لك أنت أيضًا» فأنت - بالتأكيد - تجلى دورك الوطنى الرائع فى احتضان وحماية ثورة الشعب العظيم فأجهض الجيش العظيم مخطط الجماعة إياها لضرب ملايين الثوار المتمردين بما أعدته من ميليشيات مسلحة لتنفجر حرب أهلية رهيبة كان من الممكن - لو وقعت - أن تلقى مصر فى هاوية وأتون الانهيار والتمزق، كما حدث لسوريا والعراق وليبيا واليمين والصومال .

اتخذت أنت ياوزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة قرارك التاريخى بمساندة الشعب وحماية ثورته، وكنت - بالتأكيد- تعلم علم اليقين أنك قد تدفع الثمن غاليًا من منصبك، بل من حياتك وحياة أسرتك خاصة أنك كنت تعلم- علم اليقين - أساليب الجماعة التى تحترف على مدى عشرات السنين منهج العنف والاغتيالات، كما أنك تلقيت مباشرة مقدمات تلك الأساليب عندما هددك «مرشدها» و»شاطرها» و»ممثلها فى الاتحادية» بالويل والثبور وعظائم الأمور، وقالت لك أصابع «الشاطر» المهددة :إن شبابهم جاهزون مستعدون بالأسلحة، التى تم إخفاء بعضها فى أحد الأماكن بميدان التحرير»..

ويقول الواقع والمنطق المجرد: إن التحية المستحقة لا تتجه لك أيضًا لهذا الدور التاريخى فقط، إذ إنها تمتد تقديرًا لما بذلته وتبذله من جهد خارق فى مواجهة ما تعرضت وتتعرض له مصر من مؤامرات ومخططات دبرها وقادها ويقودها أعداء مصر فى الخارج والداخل، وقد توج الله جهودك بالكثير من الإنجازات، التى لا ينكرها إلا جاهل أو حاقد، فتم تحطيم الحصار السياسى والاقتصادى والإعلامى واستعادت مصر مكانها ومكانتها العربية والإقليمية والدولية بفضل تحركاتك وزياراتك ولقاءاتك فى أهم دول العالم حيث حظيت بالثقة والتقدير حتى من الذين كانوا يعتبرون ثورة يونيه مجرد انقلاب عسكرى، وهكذا تهاوت خطط الحصار والعداء بصورة أو بأخرى حتى احتلت مصر موقعًا فى مجلس الأمن، وصارت محورًا أساسيًا فى الحديث الدولى عن الاستقرار فى الشرق الأوسط، بل فى العالم كله .

وتتأكد التحية المتجددة عندما يقول الواقع المجرد إنك مثلما أبديت الاستعداد للتضحية بالمنصب والحياة من أجل الغالية مصر وثورتها، التى بهرت العالم، أبديت الاستعداد للتضحية بشعبيتك الجارفة عندما فرضت الأزمة الاقتصادية نفسها بعد أن تضخمت بتراكم الأخطاء وتجاهل الحلول الحاسمة خلال الأنظمة السابقة، ثم ضاعفتها الحرب الاقتصادية الشرسة، التى مازلنا نتعرض لبعض جوانبها وتداعياتها، هنا اخترت الطريق الصعب- على حساب قدر ملحوظ من شعبيتك - وكان قرار تحرير سعر الصرف وما ترتب عليه من رفع الأسعار ومعاناة بعض الفئات وانطلاق الشائعات والتحريضات من قبل المتربصين، الذين لم يفقدوا الأمل فى الثأر والانتقام واستعادة الفرص التى ضاعت منهم، وإن كانوا قد تلقوا صدمة جديدة بوعى الشعب وثقته فى وطنيتك وتجردك من الهوى وأية أهداف شخصية سوى مصلحة الوطن.

وحيث إنه من تحصيل الحاصل أن نستطرد فى الحديث عما قدمته وتقدمه حتى الآن، فإنه يكون من واجبنا أن ننتظر منك المزيد فى العام الرابع من ولايتك التى كلفك بها الشعب فننتظر متابعة دقيقة وحاسمة لخطوات ومراحل المشروعات الكبرى العملاقة، كمحور قناة السويس، وتعمير سيناء ومشروع المليون ونصف مليون فدان تضاف إلى أرضنا الزراعية، التى يهددها الانتشار السرطانى الخرسانى فى المبانى والمشروعات التجارية، وكذلك شبكات الطرق الهائلة التى لم تشهد مصر لها مثيلا، وشبكات الكهرباء ومحطات المياه، والموانئ والمطارات واكتشافات الغاز والبترول، والمدن والأحياء الجديدة بما فيها البديلة للعشوائيات.

إن المتابعة المطلوبة منك شخصيًا، والإجراءات الحاسمة سوف تختصر الزمن، وتعالج الأساليب القديمة للفكر والأجهزة التنفيذية ولعل قراراتك ومواقفك المتتالية لتشجيع الاستثمار كان من الممكن أن تؤتى ثمارها العاجلة لو كانت القوانين واللوائح المنظمة قد صدرت بالسرعة الملائمة .

وإذا كان العام الرابع يشهد خطوات أخرى لتحقيق الحمائية المطلوبة للطبقات الكادحة، فإن الطبقة الوسطى تنتظر هى الأخرى ما يحميها ويساعدها فى مواجهة قرارات الإصلاح الاقتصادى، التى لا بديل عنها التى يرى الجميع أهميتها لإنقاذ الحاضر والمستقبل، وتتطلع هذه الطبقات الاجتماعية إلى مواقف وإجراءات أكثر حسما مع التجار ومحتكرى السلع والمستغلين بشراهة لأية ظروف اقتصادية واجتماعية ولعلك- يا فخامة الرئيس - لا يخفى عليك أن بعض القرارات كانت تحتاج لقدر من التمهيد وحرفية الإعلان عنها حتى لا يكون صدورها فى توقيت غير ملائم وبطريقة مفاجئة فرصة للمتربصين حتى يثيروا الضجيج، ويخلقوا حالة من البلبلة مثلما حدث بالنسبة لقضية «تيران وصنافير» وقضية” رفع أسعار المحروقات» وربما يستدعى تدارك هذه الأخطاء إعادة منصب وزير الإعلام باختصاصات مختلفة عما كان من قبل، حيث يضع منهج وخطط الحكومة فى عرض القرارات والتمهيد لها، ويكون لأفكاره وتوجيهاته خاصة فى الإعلام الموجه إلى الخارج- ما يعوض العجز فى عرض قضايانا وكشف خبايا ومغالطات الإعلام المُعادي.

إن ما تحقق فى السنوات الثلاث يثير شهيتنا فى المزيد من الإنجازات فى السنة الرابعة خاصة بعد أن اتضحت الرؤى والمواقف، وبدأت بشائر بعض المشروعات، واكتسبت مصرنا العزيزة ما يدعمها فى تحقيق ما تبقى من آمال وطموحات مهما كانت شراسة التحديات.

 

    الاكثر قراءة