الجمعة 19 ابريل 2024

أما زلت تنتظر؟!

وفاء أنور

ملاعب الهلال4-3-2022 | 11:38

وفاء أنور

أحيانًا تضطرك ظروف الحياة أن تأخذ تلك الحسابات من وقتك عمرًا مترددًا في اتخاذ قرارك الأخير بالإبقاء على بعض الأشخاص في حياتك. إنك تتيقن من وجودك داخل دوامتهم البغيضة، وكلما هممت للخروج منها تأخذك حلقاتها شيئًا فشيئًا فتحكم قبضتها عليك كقيد حديدي ثقيل. يدفعك يقينك الكامن داخل نفسك للسرعة في إنجاز مهمتك؛ فالأمور تتضح أمامك يومًا بعد يوم؛ ولكنك ما زلت تصر على البقاء في مكانك. تقف لتشاهد دوامتك مستمعًا، وأنت لا تدري أنها ستكون سببًا في مصرعك !

 

 إن عدت للخلف قليلًا ستوبخ نفسك كثيرًا حين لم تصدر قرارك الحاسم نحو هذه الأمور التي التهمت طاقتك، وصادرت حريتك. إن تلك الخطوات المترددة، والتي كادت أن تسجنك داخل زنزانة ذاتك ما كان لها أن تستمر طويلًا! أراك تشعر بالغربة بعد أن نجحوا في عزلتك داخل ردائهم بعد أن حالوا بينك، وبين كل ما كان يبهجك من قبل. إن هؤلاء المراقبين المتسللين إليك ينسجون لك جدارًا من العزلة، وأنت مازلت واقفًا أمامهم منتظرًا إتمام عملهم !

 

الدلائل كانت واضحة كالشمس تدعوك في كل يوم محذرةً إياك من الاقتراب، ولكنك لم تعرها اهتمامًا! تكاد صيحات العالم أن تصم أذنيك بصيحتها القوية محذرةً، ولكنك تؤثر البقاء؛ وكأن طفولتك، وبراءتك تأمرك بمشاهدة العرض للنهاية! قرارك بالمغادرة الآن هو القرار الصائب، فالعناد الذي يحركك ، ويدعوك للاحتفاظ بصغار الناس، والإبقاء عليهم يعد قرارك الكارثي، وحكمك النهائي بتدمير ذاتك. إنهم ينسجون شباكهم حولك، وكأنك أصبحت جزءًا من ممتلكاتهم يستعبدونك، ويدفعون بك للدوران في فلكهم، وينجحون في جذبك، وأنت مازلت تنتظر !

اعلم أن الحرية هى إرثك الثمين فلا تفرط فيها أبدًا. أحيانًا يؤلمك متابعة البعض لكل همساتك، وسكناتك؛ راغبين في استخدامك جسرًا للعبور لأهوائهم. هؤلاء الذين استطاعوا أن ينفذوا إليك عبر كل نوافذك راغبين في حصارك، وإحكام السيطرة عليك بشكل كامل . إنهم بارعون في استخدامهم لفنون السحر، يتحدثون به إليك، يتحايلون به عليك ؛ فتصدقهم! ولأن إنسانيتك لم تعد العملة الرائجة في هذا الزمان؛ فهم سيقتحمونك نافذين إليك من منطقة نبلك، وأدبك الجم. مفاتيحك الآن في يدهم، وأنت مازلت تجهل هذا !

 

إن تلك التطبيقات اللعينة ستمكنهم من الوصول إليك، واحتلالك في عصر مختلف للغاية! تجد نفسك فجأة قد أصبحت تحت سيطرتهم. عجبًا لك أما زلت تنتظر حتى تقرأ كلماتي للنهاية! أما زلت تفكر في الأمر! قم واصدر قرارك الآن بنفيهم من أرضك. ثق في حديثي؛ فأنا عائدة  للتو من تنفيذ حكم بالنفي على من هم أمثالهم. صدقني فهم لن يصدروا لك سوى الدمار، وفي نهاية الأمر سيحصلون على سلامك النفسي كأغلى الغنائم تاركينك للندم في صحرائهم القاحلة ؛ لتقضي بقسوتها عليك، وعلى ما تبقى لديك من أمل في إيجادك لقرارك الصحيح بضرورة التخلص منهم .