منذ أن شنت روسيا حملة عسكرية على أوكرانيا، فرضت العديد من بلدان أوروبا عقوبات قاسية على روسيا.

لكن في الواقع يبدو أن الحكومات ليست وحدها في قلب الخناق على الاقتصاد الروسي، حيث أن العشرات من الشركات متعددة الجنسيات الكبرى تفعل الشيء نفسه. وقد اختارت  عدد متزايد من الشركات إغلاق عملياتها في روسيا، حتى لو لم يُطلب منها ذلك وعلى رأسها شركات مثل  Apple  و Ikea و ExxonMobil و (XOM) ، وحتى جنرال موتورز (GM).

وتقول الشركات إنها قلقة من العملية العسكرية  الروسية في أوكرانيا، التي أثارت غضبًا واسع النطاق في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية. وليس واضحًا دائمًا ما إذا كانوا ينسحبون للامتثال للعقوبات الحكومية، لكن ما هو مؤكد هو أن هناك الكثير من الأسباب التجارية التي تجعل رجال الأعمال تتجنب روسيا.

أولا وقبل كل شيء:

1- عدم اليقين أن استثمار الأموال وبيع السلع التي ستدفع لها الشركات مقابل روبل روسي الذي تم تخفيض قيمته بشدة، هو قرار تجاري سيء.

2- لماذا ترسل سيارة أو هاتفًا ذكيًا إلى روسيا عندما يكون هناك طلب وأسعار قوية للمنتج في الأسواق الغربية؟ ٣- قد تفرض العقوبات  على القطاع المصرفي الروسي وبالتالي من الصعب الحصول على تعويض عن بعض هذه المبيعات،  فضلا عن أن القيود التي تضعها روسيا على سحب رأس المال من البلاد، يعني أن الشركات لا تستطيع جني الأرباح التي جنتها في روسيا في وقت سابق.

4- أحد العوامل التي تجعل من السهل على الشركات إيقاف أعمالها في روسيا أنها ليست قوة اقتصادية عالمية كبرى،  فالناتج المحلي الإجمالي لروسيا أصغر بحوالي 25٪ من إيطاليا وأقل بنسبة 20٪ من كندا، فضلا عن أن هناك بدائل فالشركات قادرة على إيجاد تلك الأسواق الأخرى والشركاء التجاريين وتلبية كل تلك المتطلبات الائتمانية لمساهميها، ولقد اتخذوا القرار بأن روسيا لا تستحق المخاطرة. وفي هذا الصدد يقول جوش ليبسكي، مدير مركز GeoEconomics في Atlantic Council، وهي مؤسسة فكرية دولية،  "الضائقة العامة في النظام المالي الروسي تجعله غير آمن بالمرة،  فالشركات تكره عدم اليقين. وكان قد قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في اتصال مع صحفيين أجانب "الاقتصاد الروسي يتعرض لضربات خطيرة".  

وأضاف أن الحكومة الروسية تدرس الخطوات التي يمكنها ان تتخذها لمنع الشركات الغربية من سحب رؤوس أموالها من روسيا.