الجمعة 5 يوليو 2024

الشريد القطرى

7-7-2017 | 00:10

بقلم –  طه فرغلى

كرم طائى ذلك الذى غمرت به مصر والسعودية والإمارات والبحرين الشريد القطرى اللئيم، انتهت مهلة الأيام العشرة الاثنين الماضى، واستجابت الدول الأربع لمطالب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لمدها ٤٨ ساعة أخرى تنتهى اليوم.

مد حبال الصبر مطلوب، حتى لا يلومن الشريد بعد ذلك إلا نفسه، والمؤكد أن الشريد سيتمادى فى غيه، والمؤكد أيضا أن الموقف العربى تجاه قطر لن يشهد تراجعا، المؤشرات كلها تسير فى اتجاه واحد، إما استجابة الصغير القطرى ومن يحركونه إلى المطالب العربية الـ١٣ أو تصعيدا إلى مدى لا يتخيله الشريد، قد يصل حتى عزله والإطاحة به.

المطالب العربية واضحة لا لبس فيها ولا تحتمل لعب الصغار وملاوعة النساء، إما يستجيب الصغير أو لا يستجيب، مهلة أخيرة من باب الكرم، وقادة مصر والسعودية والإمارات والبحرين كرام فى كل ما يتعلق بلم الشمل العربى، يتخذون خطواتهم المحسوبة بما لا يضر بمصلحة الأشقاء، أفعال كبار لا يدركها الصغير القطرى.

الشريد قراره ليس فى يده، ألعوبة ودمية، وأنى لصغير أن يأخذ قرارا.

يستقوى الأحمق بـ “طهران وأنقرة” ولا يدرك أن ما يعنيهما مصلحتهما فقط، وفور أن تتحقق سيتركانه عاريا على قارعة الطريق.

الدول العربية تطلب منه تخفيض حجم التمثيل الدبلوماسى الإيرانى فيطلب الأحمق حماية الحرس الثورى الإيرانى..

يطلبون منه إغلاق القاعدة العسكرية التركية فيتمادى فى غيه ويطلب مرتزقة أتراكا لحمايته.

الشريد الصغير يجهل أبسط مفاهيم الأمن القومى ولا يدرك أن أمنه مرتبط بالعرب لا بالفرس ولا الأتراك، وأن العرب إذا تخلوا عنه وقرروا التصعيد لن يحميه أحد وسيهرب منه الجميع كما يهرب السليم من الأجرب.

قطر تكتوى بنيران المقاطعة العربية التى تسببت فى خسائر فادحة فى البورصة القطرية وأدت إلى انهيار قيمة الريال القطرى بنسبة ٤٪، وخسائر فادحة للخطوط الجوية القطرية وشركات الملاحة، ولكن الأسوأ لم يأت بعد إذا استمر الشريد فى غيه، وكل السيناريوهات مطروحة ولن يتوقف الأمر عند حدود المقاطعة بل قد يصل إلى درجة الفراق الأبدى وطرد قطر من مجلس التعاون الخليجى وربما طردها من الجامعة العربية إذا اقتضت الضرورة ذلك.

رهان الصغير الشريد فى كل الأحوال خاسر، إن راهن على ترامب وأمريكا، أو أردوغان وتركيا، أو الحرس الثورى وإيران، كل هؤلاء لا يبتغون إلا وجه مصالحهم القومية، وسيديرون ظهورهم للصغير إذا لم يجدوا عنده مبتغاهم، وسيتحول إلى خادم لأطماعهم.

الصغير يحتمى بالأتراك والحرس الثورى الإيرانى، وجزيرته الحقيرة تفتخر بذلك، مثلما تفتخر العاهرة بتكاثر الرجال عليها، لا يجد غضاضة فى الاستعانة بمرتزقة لحمايته سيدفع المليارات للمرتزقة – وسائل إعلام تداولت رقم ٨ مليارات دولار سيدفعها الشريد الصغير للأغا التركى مقابل حمايته - بينما أكدت مصادر أن الصغير لم يعد يثق حتى فى حرسه الخاص وأن من يحرسونه الآن هم عناصر من الحرس الثورى الإيرانى، وإذا استمر الصغير فى الحكم ستكون هذه هى البداية لتتحول الدوحة إلى عاصمة للحرس الثورى الإيرانى فى الخليج.

مطالب العرب واضحة، وعلى رأسها تخفيض التمثيل الدبلوماسى الإيرانى، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية، وتسليم الإرهابيين والمطلوبين الذين تحتضنهم الدوحة، وتجميد أرصدتهم المالية، ووقف التحريض الإعلامى القطرى، هذا الإعلام الذى وجهته قطر لمهاجمة دول الجوار، ولم ينفك عن دعم الشخصيات الإرهابية وتوفير غطاء إعلامى لها، استطاعت من خلاله بث خطابات مناهضة لهذه الدول.

هذه هى المطالب التى سلمتها الكويت الشقيقة إلى قطر سرا من أجل بحثها وتدارسها والوصول إلى اتفاق، ولكن الأخيرة سربتها من أجل قطع الطريق على التوصل إلى اتفاق وإفشال مساعى التهدئة التى يقودها أمير الكويت.

اليوم -الأربعاء- تنتهى المهلة العربية الأخيرة للشريد الصغير، ومن المفترض أن يجتمع اليوم وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين فى القاهرة لتنسيق المواقف والتشاور بشأن الخطوات المستقبلية للتعامل مع قطر وتبادل الرؤى والتقييم بشأن الاتصالات الدولية والإقليمية فى هذا الشأن.

لكن الأمر لم يعد يحتمل وبات متأزما، وحتى لو استجاب الشريد للمطالب العربية أصبح وجوده فى حد ذاته خطرا على الأمن القومى العربى، هذا الصبى الصغير هو والى عكا الجديد الذى سيفتح الطريق أمام الفرس والأتراك وغيرهم من أجل الانقضاض على الأوطان العربية.

لم يعد مقبولا أن يستمر الصغير الشريد على رأس السلطة فى قطر، استمراره يعنى مزيدا من التآمر ومزيدا من الألاعيب ونشر الفتنة والخراب فى الأوطان العربية، هذا الصغير لن يتوب وإن تابت العاهرة.

مطلوب من القبائل القطرية الحرة أن تبادر لتدبر أمرها بعد أن وصل الشريد بالشعب الشقيق إلى الحضيض.

القبائل الأصيلة وعلى رأسها آل مرة عليها أن تتحرك تحركات جادة من أجل أن تنهى حكم الصغير، وأن تعيد قطر إلى المحيط العربى وتنتشلها من بئر الغواية الذى سقطت فيه.