تبحث كلًا من وزارة التموين وحماية المستهلك والمسئولية المجتمعية والغرف التجارية، عن السبب الحقيقي وراء ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه مما أدى إلى حالة اختناق في السوق، فقد ارتفعت أسعار الأرز وأيضا المكرونة والخبز السياحي، وأيضا الزيوت، وليس ذلك فقط بل اللحوم الحمراء البلدي والمستورد، وأيضا الدواجن.

وأرجع بعض التجار سبب ارتفاع الأسعار إلى الأزمة الروسية الأوكرانية التي عملت على رفع كافة السلع عالميا، لذا تأثرت مصر من هذه الأزمة الطاحنة، بالإضافة إلى أن هناك عمليات سحب كبيرة على السلع تشهدها الأسواق مع اقتراب شهر رمضان المبارك.

أسعار السلع الغذائية

وشهدت أسعار معظم السلع الغذائية خلال الأسبوع الماضي، ارتفاعًا ملحوظًا، أرجعه التجار بالشعب التجارية المختلفة في المحافظات، إلى الحرب الروسية الأوكرانية التي عملت على زيادة الأسعار عالميًا، خاصة وأن أوكرانيا من أكثر الدول التي يتم استيراد منها الذرة الصفراء والقمح، وهاتان السلعتان عملتا على رفع أسعار الخبز واللحوم الحمراء والبيضاء والأرز وأيضًا والمكرونة.

وارتفعت أسعار الذرة الصفراء، جاء نتيجة الحرب ما بين روسيا وأوكرانيا، حيث تعد أوكرانيا من ضمن الدول التي يتم الاستيراد منها القمح والذرة والصفراء، حيث ارتفعت بمقدار 1500 جنيه في الطن، وأيضا ارتفعت أسعار الدقيق ليسجل الطن نحو 12 ألف جنيه مقابل 9 آلاف جنيها، مما عمل على ارتفاع أسعار الخبز السياحي وأيضا المكرونة.

من جهته أكد وزير التموين والتجارة الداخلية، الدكتور على المصيلحي، أن الدولة تتحمل فارق تكلفة الخبز بسعر 55 قرشًا فيما يدفع المواطن 5 قروش، لذا يجب تعديل عملية تسعير رغيف العيش، ولكن لن يتم المساس بالفئات الأكثر احتياجًا وهم المسجلين على قائمة تكافل وكرامة ومعاش الضمان الاجتماعي، والبالغ عددهم نحو 25 مليون مواطن، كما لن يتم المساس ببطاقات التموين المدرجة حاليًا.

وفيما يخص أسعار الأرز، فقد تراوح سعر طن الأرز الأبيض تراوح ما بين 9 آلاف و500 جنيه إلى 11 ألف جنيه، مقابل 8 آلاف جنيه للطن، أما أرز الشعير فقد تراوح ما بين 6 آلاف و500 جنيه إلى 6 آلاف و750 جنيه.

دور الحكومة

وطرحت وزارة التموين والتجارة الداخلية، أكثر من 28 سلعة في المجمعات الاستهلاكية بتخفيضات وصلت إلى 30%، يمكن للمواطن الشراء منها بدون بطاقة السلع التموينية، ففي السوق الحر يباع كيلو السكر بسعر 14 جنيهًا، أما في المجمع الاستهلاكي يباع بسعر 10.5 جنيه، والزيت اللتر بسعر 30 جنيهًا وفي المجمع يباع بسعر 25 جنيهًا، والمكرونة 500 جرام بسعر 5 جنيهات أما في السوق الحر 350 جرام بسعر 4.5 جنيه.

وعن أسعار اللحوم المستوردة، فقد سجل كيلو اللحوم السودانية سعر 90 جنيهًا وتباع في السوق الحر بسعر 120 جنيهًا، أما الدواجن المجمدة تباع بسعر 40 جنيهًا، فيما تباع في السوق الحر بسعر 50 جنيهًا.

الجهات الرقابية

وفيما يخص كيفية مواجهة جشع التجار، فقد طالب جهاز حماية المستهلك بضرورة التواصل مع الجهاز في حالة وجود فرق سعر كبير ما بين سلعة وأخرى، وذلك من خلال الخط الساخن 19588.

المسئولية المجتمعية 

وأبدت جمعية "مواطنون ضد الغلاء" لحماية المستهلك قلقها من الارتفاعات الجنونية غير المبررة لأسعار السلع الغذائية على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية وإيهام الرأى العام بأن الزيادات جاءت تأثرا بالحرب، على الرغم من وجود مخزون كبير من السلع الغذائية استعدادا لشهر رمضان المبارك.

وقال محمود العسقلاني رئيس الجمعية، إن الزيادات جاءت بمبررات وهمية مكذوبة بل ومفضوحة وفيها من التبجح والحماقة ما يستدعي موقفا موحدا من الدولة والبرلمان والمستهلكين لوقف هذا الجنون.

وأضاف العسقلاني أن هناك واقعة كاشفة تؤكد صحة ما نقول به وما صرح به رئيس شعبة المخابز في الغرفة التجارية بالقاهرة من أن الزيادة علي أسعار الدقيق خلال ثلاثة أيام بلغت ثلاثة آلاف جنيه بمعدل زيادة ألف جنيه في اليوم الواحد وارتفع إلى 11 ألف جنيه وهو ما يؤكد أن محتكري القمح والدقيق استخراج 72% يرتكبون جريمة الاتفاق الأفقي المسبق الاحتكاري بالمخالفة لقانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية.

 وتابع رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، المثال الصارخ والكاشف ما جرى في أسعار الأرز وهي سلعة لا يتم استيرادها لا من أوكرانيا أو روسيا أو أي بلد آخر وهى إنتاج مصري خالص ولا مبرر للزيادة سوى النهم وجني الأرباح ومص دماء المواطنين، مؤكدا أنه يجري الآن إعداد قائمة سوداء للجشعين المحتكرين مصاصي دماء الشعوب وأثرياء الحرب عديمي الضمير والأخلاق والوطنية.

أسعار الدواجن في السوق

وكشف عبد العزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية، عن أسباب ارتفاع الدواجن البيضاء في السوق، والتي على رأسها التغيرات المناخية التي أدت إلى نفوق الكثير من الدواجن خلال فصل الشتاء، مما أدى إلى خروج صغار المربين، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الذرة الصفراء التي تعد المكون الغذائي الأساسي، ليصل إلى 10500 جنيهًا في الطن.

وأضاف رئيس شعبة الدواجن في تصريحات خاصة لبوابة «دار الهلال»، أن أسعار الدواجن في المزارع تتراوح ما بين 32 جنيهًا إلى 34 جنيهًا، فيما تصل للمستهلك بسعر يتراوح ما بين 37 جنيهًا إلى 40 جنيهًا حسب المنطقة السكانية.

وأشار السيد، إلى ضرورة تفعيل بورصة الدواجن التي ستعمل على ضبط السوق، ووجود سعر استرشادي لدى المستهلك والجهات الرقابية، موضحًا أن بورصة الدواجن سوف تخفض الأسعار في السوق، وتوفر منتج في المواسم مثل رمضان والأعياد.

أسعار الخبز السياحي

وشهدت أسعار الدقيق الجمعة الماضية ارتفاعا بشكل ملحوظ ليسجل سعر الطن نحو 12 ألف جنيها مقابل 9 آلاف جنيه، وذلك نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية التي عملت على ارتفاع أسعار القمح عالميا.

وقال عطية حماد رئيس شعبة المخابز بغرفة القاهرة التجارية، إن ارتفاع أسعار الدقيق أجبرت أصحاب المخابز برفع سعر الخبز السياحي بمقدار 25 قرشا في سعر الرغيف.

وأضاف رئيس شعبة المخابز بغرفة القاهرة التجارية فى تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن سلعة الدقيق تخضع للعرض والطلب وليست خاضعة للرقابة من قبل وزارة التموين والتجارة الداخلية منذ 1980، لذا التاجر هو من يقوم بتسعير الدقيق، ومطالب بالإعلان عن السعر في مكان واضح يراه المواطن، مشيرا إلى أن حماية المستهلك ومباحث التموين والأجهزة الرقابية في الدولة عليها منع تصدير الدقيق إلى الخارج، وتدشين حملات توعية للتجار لعدم رفع الأسعار بنسب كبيرة.

وأشار حماد إلى أن هناك بورصة للدقيق غير خاضعة للرقابة من قبل الأجهزة التابعة للدولة، والتي من شأنها تقوم بتحديد سعر الدقيق وفقا للعرض والطلب، والمتغيرات العالمية التي تحدث.

وعن الخبز المدعم، أوضح أنه لن يتم المساس بسعر رغيف الخبز المدعم الذي تصرفه الدولة على بطاقات التموين، بسعر 5 قروش للمواطن.

أسعار الأرز اليوم

وقال رجب شحاتة رئيس شعبة الأرز بغرفة الحبوب باتحاد الصناعات، إن أسعار الأرز ارتفعت بمقدار 2 جنيه في سعر الكيلو يتراوح ما بين 11 جنيها إلى 12 جنيها، مشيرا إلى أن السبب في ارتفاع الأسعار الحرب الروسية والأوكرانية التي رفعت كافة السلع الغذائية مما أجبرت التجار على رفع سعر السلع الغذائية.

وأضاف شحاتة في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن هناك مخزون جيد من سلعة الأرز يكفي حتى أغسطس 2022، مشيرا إلى أن المواطن يجب شراء احتياجاته فقط من السلع الغذائية وعدم التكالب على الشراء حتى لا يجعل هناك مزيد من ارتفاع الأسعار.

وأشار شحاته إلى أن سلعة الأرز مصر لديها اكتفاء ذاتي منها ولا يتم الاستيراد من الخارج، ولكن زيادة الأسعار جاءت ارتفاع الطلب على الأرز مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.

وأوضح أن هناك مشتقات الأرز الشعير وهي السرسة وصل سعرها إلى 3 آلاف جنيه بعدما كانت تسجل 300 جنيها، أما الرجيعة (أكل المواشي) وصل سعرها إلى أكثر من 4 آلاف جنيه في الطن.

أسعار المكرونة اليوم

قال عبد الغفار السلاموني، نائب رئيس غرفة الحبوب باتحاد الصناعات، أن الحرب الروسية أثرت بشكل كبير على كافة السلع الغذائية وعملية الاستيراد من الخارج، فقد ارتفعت كافة السلع، ومن ضمنها القمح بنسبة تصل إلى 25%

وأضاف السلاموني في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن كيلو المكرونة يسجل اليوم نحو 12.5 جنيه، مقابل 10.5 جنيه قبل الحرب، وطن القمح كان يسجل نحو 315 دولار، ولكن بعد الحرب وصل سعره إلى 450 دولار، فيما سجل سعر الدقيق نحو 9 آلاف جنيه بعدما كان يسجل الطن نحو 6800 جنيه.

وأوضح السلاموني أن استمرار الحرب قد يشعل الأسعار أكثر من ذلك، العالم كله سوف يتأثر، فهي سلسلة مترابطة، مطالبا المواطنين بشراء احتياجاتهم فقط وعدم اللجوء إلى تخزين السلع، وانخفاض الطلب على السلع يعمل على تراجع الأسعار، خاصة أن السوق المصري يخضع للعرض والطلب.

وأشار إلى أن الدولة لديها العديد من المنافذ المتنوعة، خاصة أن الحكومة كانت تستورد القمح من روسيا وأوكرانيا، إلا أن اليوم يمكن الاستيراد من دول كثيرة مثل استراليا ورومانيا وفرنسا والأرجنتين وكندا.