الخميس 21 نوفمبر 2024

ثقافة

سجن بتهمة العيب في الذات الملكية.. أبرز معارك الأديب المشاكس عباس العقاد

  • 12-3-2022 | 19:15

عباس العقاد

طباعة
  • عبدالله مسعد

تحل اليوم 12 مارس، ذكرى رحيل صاحب العبقريات وأحد أشهر أدباء العصر الحديث، الأديب الراحل عباس محمود العقاد.

حيث ولد العقاد بمحافظة أسوان في 28 يونيو عام 1889، ودرس في مدرسة أسوان الأميرية، وحصل على شهادة الابتدائية عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، واقتصر تعليمه على هذه المرحلة فقط؛ لعدم توافر المدارس في أسوان.

لم ييأس العقاد، واعتمد على ذكائه الشديد وقدرته على التعلم، فعلم نفسه كل شىء، حيث أتقن اللغة الإنجليزية من مخالطة السائحين الذين يقومون بزيارة الأقصر وأسوان؛ ما مكنه من الاطلاع على الثقافات الغربية. 

وتقلد الكثير من المناصب، حيث كان عضوًا في مجلس النواب المصري، وعضوًا في مجمع اللغة العربية، ولم يتوقف إنتاجه الأدبي بالرغم من الظروف القاسية التي مر بها؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات، ويعد أحد أهم كتاب القرن العشرين في مصر.

ساهمت مؤلفات العقاد في تشكيل الرأي العام المصري، وتعميق الوعي لدى المواطن، كما أنه كان قارئًا جيدًا للأوضاع السياسية، وظهر ذلك جليًا خلال مناقشته للرموز السياسية في كتاباته.


اشتهر العقاد بمعاركهِ الأدبية والفكرية مع الشاعر أحمد شوقي، والدكتور طه حسين، والدكتور زكي مبارك، والأديب مصطفى صادق الرافعي، والدكتور العراقي مصطفى جواد، والدكتورة عائشة عبد الرحمن «بنت الشاطئ»، كما اختلف مع زميل مدرسته الشعرية الشاعر عبد الرحمن شكري، وأصدر كتابًا من تأليفهِ مع المازني بعنوان «الديوان»، هاجم فيه أمير الشعراء أحمد شوقي، وأرسى فيه قواعد مدرسته الخاصة بالشعر.

وكان «العقاد» من كبار المدافعين عن حقوق الوطن في الحرية والاستقلال، فدخل في معارك حامية مع القصر الملكي، فذاع صيته واُنْتخب عضوًا بمجلس النواب، وسجُن لمدة 9 أشهر بتهمة العيب في الذات الملكية، عندما أراد الملك فؤاد إسقاط عبارتين من الدستور، تنص إحداهما على أن الأمة مصدر السلطات، والأخرى أن الوزارة مسئولة أمام البرلمان، فارتفع صوته أمام أعضاء البرلمان قائلًا: «إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور ولا يصونه»، كما وقف مُعاديًا للنازية خلال الحرب العالمية الثانية، حتى أن أبواق الدعاية النازية وضعت اسمه بين المطلوبين للعقاب، وما أن اقترب جنود روميل من مصر، سافر إلى السودان، ولم يعد إلا بعد انتهاء الحرب بخسارة دول المحور.

وقامت معركة العقاد وبنت الشاطئ، إزاء محاولة العقاد منع الشاعرين صلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطي حجازي من السفر ضمن الوفد المصري إلى دمشق؛ لحضور المهرجان الشعري في ذكرى البحتري، حين أرسل العقاد برقية إلى السكرتير العام للمجلس الأعلى للفنون والآداب يوسف السباعي، تقول: «أرجو اعتباري مستقيلاً من لجنة الشعر وحذف كلمتي من مهرجان الشعر بدمشق، إذا سُمِح لكل من صلاح عبدالصبور وأحمد عبد المعطي حجازي بإلقاء شعرهما في المهرجان، أو الاحتفال بذكرى البحتري»، لكن بنت الشاطئ واصلت تصديها لهذا الأمر الذي اعتبرته استغلالاً للنفوذ في التحكم في أقدار الأدباء ومصائرهم تبعًا لهوى العقاد، وكان لهذه المعركة آثارًا ملموسة، أولًا على القارئ، حيث بدأت الأهرام تنشر كل جديد مهما كان اتجاهه الأدبي.

كذلك ساهمت «بنت الشاطئ»، في العديد من القضايا الساخنة المثارة في مجتمعها، ومن أهم هذه القضايا قضية المرأة ومكانتها في الإسلام، وما دار من جدل صاخب بينها وبين العقاد في هذه القضية، فقد كتب العقاد كتابًا بعنوان «المرأة في القرآن»، وأورد في كتابه فقرات فيها انتقاص للمرأة، مثل أن النظافة ليست من اختصاصات المرأة، فقابلت عائشة العاصفة بالعاصفة، وترجمت مشاعرها الغاضبة في مقال بعنوان «اللهم إني صائمة»، واتبعت هذا المقال بمقاليين آخرين  للرد على العقاد.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة