تحل اليوم 13 مارس، ذكرى ميلاد الشاعر الفلسطيني محمود درويش، ويعتبر واحدًا من أهم وأشهر الشعراء الفلسطينيين والعرب.
ولد "درويش" سنة 1941 في قرية البروة الفلسطينية، وهو رمز نضالي للمقاومة الفلسطينية، وملهم للإبداع العربي.
ويعد "درويش" أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب والعالميين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، ويعتبر أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه، فمزج شعره بحب الوطن والحبيبة الأنثى.
ومن أبرز الدواوين الشعرية للشاعر:
حبيبتى تنهض من نومها عام 1970م
من أجواء الديوان: "حبيبتي تنهض من نومها طفولتي تأخذ، في كفّها، زينتها من كل شيء.. و لا تنمو مع الريح سوى الذاكرة لو أحصت الغيم الذي كدسوا على إطار الصورة الفاترة لكان أسبوعا من الكبرياء و كلّ عام قبله ساقط و مستعار من إناء المساء".
مديح الظل العالي عام 1983م
من أجواء الديوان: "سقط القناعُ عن القناعِ عن القناعِ, سقط القناعُ لا إخوةٌ لك يا أَخي، أَصدقاءُ يا صديقي، لا قلاعُ لا الماءُ عندكَ, لا الدواء و لا السماء ولا الدماءُ ولا الشراعُ ولا الأمامُ ولا الوراءُ حاصِرْ حصَارَكَ... لا مفرُّ سقطتْ ذراعك فالتقطها واضرب عَدُوَّك".
من أجواء الديوان: "يطيرُ الحمامُ يَحُطّ الحمامُ -أعدِّي ليَ الأرضَ كي أستريحَ فإني أُحبُّكِ حتى التَعَبْ... صباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساءُ ذَهَبْ ونحن لنا حين يدخل ظِلُّ إلى ظِلُّه في الرخام وأُشْبِهُ نَفْسِيَ حين أُعلِّقُ نفسي على عُنُقٍ لا تُعَانِقُ غَيرَ الغَمامِ وأنتِ الهواءُ الذي يتعرَّى أمامي كدمع العِنَبْ وأنت بدايةُ عائلة الموج حين تَشَبَّثَ بالبِّر حين اغتربْ وإني أُحبُّكِ، أنتِ بدايةُ روحي، وأنت الختامُ"
هي أغنية.. هي أغنية عام 1986م
من أجواء الديوان: أنا مَنْ رأى ما لا يَرَى. هي أُغنيهْ.. لا شيء يعنيها سوى إيقاعِها، ريحٌ تهبُّ لكي تهبَّ لذاتها. هي أُغنيهْ.. حجرٌ يُشاهدُ عودةَ الأسرى إلى ما ليس فيهم؛ أُغنيهْ قمرٌ يرى أسرارَ كُلِّ الناس حين يخبئون جنونهم في ضوئِهِ ويصدقون
من أجواء الديوان: "الكَمَنجاتُ تَبْكى مَعَ الغَجَرِ الذَّاهِبِينَ إلى الأنْدَلسْ الكَمَنجاتُ تَبْكى على العَرَبِ الْخَارِجِينَ مِنَ الأنْدلُسْ الكَمَنجاتُ تَبْكى على زَمَنٍ ضائعٍ لا يَعودْ الكَمَنجاتُ تَبْكى على وَطَنٍ ضائعٍ قَدْ يَعودْ".
أوراق الزيتون
من أجواء الديوان: "سجِّل أنا عربي ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ وأطفالي ثمانيةٌ وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ! فهلْ تغضبْ؟ سجِّلْ أنا عربي وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ وأطفالي ثمانيةٌ أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ، والأثوابَ والدفترْ من الصخرِ ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ ولا أصغرْ أمامَ بلاطِ أعتابكْ فهل تغضب؟".
"الديوان الأخير" للشاعر الراحل محمود درويش بعنوان "لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي" ينقسم الديوان إلى ثلاثة أقسام: الأول بعنوان "لاعب النرد" وهو يبدأ بالقصيدة التي استهل بها أمسيته الأخيرة في رام الله. القسم الثاني خصص لقصيدة واحدة "لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي" والأرجح أنها القصيدة الأخيرة التي كتبها زمنيا.
وحصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها: جائزة لوتس عام 1969، جائزة البحر المتوسط عام 1980، درع الثورة الفلسطينية عام 1981، لوحة أوروبا للشعر عام 1981، جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982، جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983.
وتوفي محمود درويش في التاسع من أغسطس عام 2008، بعد عملية قلب مفتوح أجراها في مركز تكساس الطبي بهيوستن، الولايات المتحدة الأمريكية، دخل بعدها في غيبوبة، ليعلن الأطباء وفاته بعد رفع الأجهزة عنه حسب وصيته، فقد صرح قبل العملية بأنه لا يريد أن يعيش وهو ميت إكلينيكيًا.