الأربعاء 15 مايو 2024

أوكرانيا والوكلاء الرسميون

مقالات13-3-2022 | 20:55

سمعنا عن حرب الشوارع ومدى قسوة قانونها وانخلاعها من الإنسانية في سبيل تحقيق الأهداف لكن العملية العسكرية الروسية الجارية في أوكرانيا أفرزت نوعًا جديدا من الكذب جاء ثمرة للانحياز الفاضح لوسائل الإعلام العالمية في صالح الغرب وأهدافه بمحاولة الظهور بمظهر الند القادر على مواجهة الروس على طريقة إسماعيل ياسين "شيلوه من فوقي لا أموته".

وتكفيك جولة من بضع دقائق حول القنوات المتنوعة لتجد أنه لا صوت يعلو فوق صوت شيطنة روسيا وإظهارها موحولة متعثرة كما ستجد أيضا تفخيما متصاعدا لما يمكن أن نسميه المقاومة الأوكرانية.

هذا الكذب يسمي "كذب الشوارع" الذي نسمعه يوميا في مستوى بلغ حد الاستخفاف الذي  يدفع الرئيس الأوكراني النجم التليفزيوني إلى تصديع أدمغتنا ببياناته عن بسالة قواته في الوقت الذي تهرب فيه و تسلم المدن لروسيا مدينة وراء أخرى ليكتف الرئيس الأوكراني ببمارسة الشحاذة واللطم على الخدود أمام الكاميرات وحري به أن يحتجب ولنكتفي ببيانات بايدن صاحب المعركة الحقيقي.

لكن لن ألومه فما تعرض له نسميه " مقلب حرامية" حين القي وحيدا بلا ثمن في مواجهة مع روسيا  التي زادت جراحه بعدم التعليق مطلقا عما يصدر عنه في حين تحول الغرب بقيادة الثلاثي أمريكا وفرنسا وألمانيا إلى وظيفة المعلق الرياضي والمحلل الاستراتيجي على الأزمة وكان ردهم على الطلب الأوكراني بفرض حظر جوي بالأجواء الأوكرانية حاسما ومهيبا على طريقة " ههأة سعيدة دي البدلة جديدة " من أوبريت الليلة الكبيرة  والاكتفاء بالظهور والإلحاح الإعلامي والتلويح بمزيد من العقوبات والوصول بها إلى حظر مرور الذباب الروسي في أجواء الاتحاد الأوروبي أو حظر تحليق الحمام الموالي لروسيا.. أو حرمان الروس من وجبة كنتاكي 3 قطع وغير ذلك من العقوبات المضحكة التي يحاول الثلاثي المرح "أمريكا – فرنسا- ألمانيا" الوكيل الرئيسي للنظام في أوكرانيا الهروب من عجزهم ومظهرهم الضعيف وهم يهرولون وبسرعة من أي مواجهة مباشرة وحقيقية مع الروس.

استدعى الغرب كل أتباعه بدءا من مواقع التواصل التي اتخذت عقوبات على روسيا ومرورا بدول لم يكن أحد يسمع لها صوتا مثل سويسرا وفنلندا اللتين انحازتا ونطقتا مجبرتين وانتهاء بمؤسسات الشرعية الدولية التي تحولت من كونها طرفا محايدا تلجأ إليه كل الأطراف إلى متورط أصيل ومشارك بالحرب حيث خلعت تلك الدول راية الأمم المتحدة من فوق مبانيها مثبتة مكانها راية أوكرانيا سمعا وطاعة لسيدها الأمريكي لتفقد شرفها الدولي التي كانت تتستر به.

إن إلهاء شعوب أوروبا وأمريكا عن عجز قادتها عن مواجهة التوسع الروسي في اغتصاب هيبتهم عن طريق التضليل الإعلامي حول سير المعركة ومحاولة وصم التحرك الروسي طوال الوقت بالفاشل والمتعثر باستخدام أسلوب " ما كانش عارف يقتله بسرعه"  أو "احتلها بعد صعوبة" او "بيحارب من أسبوع وما خدش غير نص البلد بس" لن يغير شيئا من هزيمتكم على الأرض وأن اللجوء إلى "موجة النحنحة" بتصوير المشاهد الإنسانية للاجئين الفارين من فشل أوروبا في حمايتهم وليس فرارا من القصف الروسي لن يجدي نفعا ولن يصنع إلا نصرا وهميا ينتهي بكابوس مؤلم في النهاية.

إن التعاطف الإنساني المفهوم والمقبول هو مساندة الشعب الأوكراني بعدم استخدام أرضه ومستقبله في مقامرة دولية بين الناتو وروسيا كما أن التضحية بالشعب الأوكراني لتنفيذ أجندات غربية ضد روسيا هو أقبح وأمر  من صواريخ روسيا ورويدا رويدا يستأكد الأوكران أن من استدعوا الروس إلى ساحتهم في معركة لا ناقة لهم فيها أو جمل هم الأكثر إجراما ووحشية وأولى باللعنات من الروس الذين قد يفهم لماذا تحركوا.

وإلى حين أن يصعد الغرب العقوبات على روسيا بتوقيف نسائم الهواء العابرة للحدود إلى موسكو سيواصل النظام الدولي وآلياته فقدان أرصدة شرفها الذي تصدع وأصابته الشروخ تحت وقع أقدام الروس في أوكرانيا وهو الشرف الذي أصابه العمى وهو ينظر إلى مآسي المنطقة العربية التي لا تحظى فيها مشاهد اللاجئين وسوء أحوالهم المعيشية بمزيد من "النحنحة الدولية"  فمن غير المعقول أن يحشد النظام الدولي المتصدع ضد نفسه ومن هنا يمكن أن نبرر  به تلك الهيستيريا والفزع اللذين أصابا الغرب من التحرك الروسي فللمرة الأولى يواجه النظام العالمي الكذوب عدوا قويا يمكنه الصمود أمام أفعاليهم ما يهدد هيبتهم المزعومة التي تضررت ضررا بليغا لا شفاء منه.

Dr.Radwa
Egypt Air