شهدت أعداد إصابات كورونا في مصر تراجعا ملحوظا خلال الأيام الماضية، حيث أعلنت وزارة الصحة انكسار الموجة الخامسة من الجائحة وتراجع معدلات الإصابات بنسب شبه ثابتة لمدة أسبوعين متتاليين، إلى جانب تراجع نسب الإشغال في المستشفيات.
وأكد أطباء أنه يجب على المواطنين الحذر وعدم الانخداع بتراجع الأعداد والإصابات والتهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية، حتى لا ترتفع الإصابات مرة أخرى، مطالبين بضرورة الاستمرار في التباعد والحصول على لقاح كورونا وتجنب التجمعات والتكدس والازدحام سواء في أماكن العمل أو الشوارع.
وشددت وزارة الصحة على ضرورة التوسع في تلقي الفئات المستهدفة للقاحات طبقًا للبرنامج الزمني، والالتزام بالإجراءات الوقائية اللازمة وخاصة خلال شهر رمضان المبارك، وهو ما سيؤدي إلى تخطي الأزمة بنجاح وسلام، وكذلك الحفاظ على مكتسبات الدولة المصرية في مواجهة الوباء، والاستمرار في ممارسة الإجراءات الاحترازية والحفاظ على النظافة الشخصية لحماية الأفراد والمجتمع من انتشار أي أمراض معدية.
احذروا التهاون
ومن جانبها، حذرت الدكتورة نهلة عبد الوهاب، استشاري البكتيريا والمناعة ورئيس قسم البكتيريا في مستشفى جامعة القاهرة، المواطنين ألا ينخدعوا بتراجع أعداد إصابات كورونا في مصر خلال الأيام الأخيرة، موضحة أن الأيام المقبلة تشهد قدوم شهر رمضان المبارك وأعياد شم النسيم، مشددة على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية وتلقي لقاح كورونا.
وأوضحت في تصريح لبوابة «دار الهلال»، أن الأعداد الفترة الماضية كانت مرتفعة بشكل كبير، ما جعل الكثير من الأشخاص يقبلون على تلقي اللقاح والالتزام قدر الإمكان بارتداء الكمامة والإجراءات الاحترازية والتباعد، وهذا أدى إلى تراجع الأعداد بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية؛ لتصبح في حدود 800 إصابة وفقًا لآخر بيان أعلنته وزارة الصحة مطلع الأسبوع الجاري، بشأن أعداد إصابات كورونا في مصر.
وأضافت أنه مع دخول شهر رمضان المبارك، يجب على الأشخاص تجنب التجمعات والتزاحم والتكدس في الشوارع والمصالح وجهات العمل، مؤكدة أنه منذ بدء جائحة كورونا نجحت مصر في استيعاب الأزمة واستمرار العمل دون توقف، لذلك يجب البناء على ما تحقق باستمرار الإجراءات الاحترازية، وتجنب التكدس في المصالح الحكومية.
وأكدت أنه يجب حث أصحاب المؤسسات على تنظيم العمل داخل المكاتب بشكل يقضي على أي مظاهر للتكدس.
الحذر من التكدس والازدحام
فيما أكد الدكتور مجدي بدران، خبير المناعة، أن مصر سيطرت على فيروس كورونا وكبحت جماحه وتعاملت بحرفية راقية مع أزمة الجائحة، وصدت بجسارة هجوم أربع موجات عاتية لفيروس كورونا، وقد تم تسجيل أقل معدلات للوفاة في الموجة الرابعة والخامسة، مقارنة بالموجات السابقة، موضحا أن الموجة الخامسة كانت أقل حدة في الأعراض، حيث كانت الأعراض أبسط ومتشابهة مع نزلات البرد.
وأوضح أن الموجة الخامسة حتى مع زيادة أعداد الإصابات كان هناك قلة الحاجة للدخول في المستشفيات، وقلة أعداد الوفيات، مضيفا أن هناك عدة عوامل تسبب الزيادة في حالات الكورونا ومنها زيادة البرودة، وانخفاض الرطوبة مما يساعد على نشاط الفيروسات التنفسية بشكل عام، وغياب التهوية، وكذلك زيادة التجمعات العائلية بحثاً عن الدفء، حيث نجد الآن أن العدوى عائلية.
وشدد على ضرورة الحذر من التجمهر في الأسواق في رمضان والأعياد والمصايف، لأنه قد نشهد انتشار متحورات فيروس كورونا جديدة، مشددا على ضرورة تلقى التطعيمات الواقية من فيروس كورونا، والحذر من العدوى المزدوجة بفيروس كورونا وفيروس تنفسى آخر كفيروس الإنفلونزا أو بمتحورين مختلفين لفيروس الكورونا.