الإثنين 17 يونيو 2024

الكتابة بين التجارة والحرية شروط المنتج هل تحد من إبداعات المؤلف؟

7-7-2017 | 22:00

تحقيق : موسي صبري

بعد انتشار الاعمال الدرامية بقوة خلال السنوات الاخيرة اختلفت المعايير التي يمكن أن يضعها المنتج والكاتب والمخرج حول تفاصيل المشروع والتدخلات التي يفرضها المنتج علي المؤلف في كتابة الخطوط الدرامية للمشروع بما يتناسب مع الجو العام الذي قد يتسبب في تضييق الخناق علي المؤلف " الكواكب " فتحت الموضوع مع كتاب الدراما للحديث عن مسألة تدخل المنتج فى تفاصيل السيناريو وتأثيراته علي كتاب الدراما الحاليين.

يقول السيناريست مجدي صابر:

لا يمكن للمنتج التدخل في تفاصيل السيناريو أيا كانت الاسباب والدوافع فالجميع يلتزم بما يكتب في النص بمن فيهم المخرج ولكن قد تكون هناك وجهة نظر فنية في بعض المشاهد تتطلب من المخرج عرض رؤيته الاخراجية لانه هو أكثر دراية من الكاتب اثناء تصوير المشاهد كمشاهد المطاردة مثلا التى ربما يضيف المخرج السسبنس الخاص بها والشكل التجاري الذي يتماشي مع طبيعة هذه المشاهد ويضيف صابر..

هناك بعض المنتجين الذين يحاولون توفير النفقات في اختيار أماكن التصوير وقد يتأثر المشهد بذلك وهناك ميزانيات تئول للنجم علي حساب العمل ككل وقد يلجأ بعض المنتجين إلي أبطال أقل سعراً حتي لو لم يتناسبوا مع الدور وكل هذه العوامل قد تؤثر بصورة سلبية علي العمل ككل في المقابل أنا لا أعمل علي الاطلاق مع منتجين من هذا النوع الذي أرفضه في أعمالي الدرامية.

جزء من العمل

ويقول السيناريست وليد يوسف إنه:

لقد أصبح جزء من مهمة الكاتب توفير الشكل التجاري للعمل دون طلب المنتج لذلك، فالمنتجون أنواع هناك منتج مريح ينفذ كل ما هو مطلوب في السيناريو بحذافيره مهما كلفه الأمر من أموال وهناك منتج يطلب تقليل نفقات اللوكيشن والديكورات الخاصة بالمشاهد وهنا يضع المنتج الكاتب في اختبار حقيقي ويصبح ذلك الأمر تحدياً للكاتب وبالتالي تظهر امكانيات الكاتب وحدود خياله الفكري وقدراته الابداعية وفقا يتطلبه المنتج.

ويضيف:

الكاتب الطبيعي هو الذي يوفر للعمل عناصر النجاح والشكل التجاري لما يتطلبه العمل دون تدخل من المنتج او المخرج بحبكة درامية وموضوع جديد يجذب الجمهور هذه هي المنظومة الشاملة لاي عمل فني ولابد أن يحدث الاتفاق التام بين المخرج والمنتج وأن يكون هناك تفاهم كبير بين جميع الاطراف حتي ينجح العمل.

الكاتب أولاً

ويذهب الكاتب باهر دويدار إلى أن:

الامور لا تجرى بهذا الشكل الذي يسمح للمنتج بالتدخل في كتابة السيناريو او الشكل التجاري الذي يخدم العمل فنحن نعمل كمجموعة متعاونة نتناقش قبل وبعد الكتابة لاعداد مشروع قوي فالمحتوي الدرامي للعمل المسؤل الاول عنه هو الكاتب وليس المخرج أو المنتج وأحيانا يطلب كتابة اشكال تجارية بعينها لتناسب الجو العام وهذا شكل أرفضه تماما فأنا لا أحبذ وجود حشو أو شكل تجاري يخدم الموضوع دون اقتناع.

التدخل في حدود

ويقول السيناريست تامر حبيب :

طبيعي أن يتدخل المخرج او المنتج بشرط أن يكون ذلك في حدوده الوظيفية ولا يوجد تعد علي الإطلاق بين كتابتي للموضوع ونسج خيوطه الدرامية وبين وجهات النظر الذي قد يقترحها المنتج أو المخرج وهذا أمر طبيعي ولا غضاضة فيه واذا احتدم بيننا الأمر قد أتنازل بشرط أن اقتنع بما يقال.

ويضيف..

هناك أعمال لى مثل مسلسل «طريقي» ومسلسل " جراند أوتيل " تناقشت فيها مع المنتج حول تداعيات السيناريو خاصة ان الاعمال افكارها عرضت علي وكتبتها ولكن بوجهة نظري الخاصة وليس بتدخل من المنتج علي الاطلاق.

شركاء فى العمل

بينما تمخض المخرج أحمد خالد موسي عن رأي مختلف بدأه بقوله:

نحن جميعا شركاء في العمل ويحدث بيننا تشاور حتي نصل الي حل وانا لست ديكتاتوريا مع أي شخص ولكني احاول أن اقرب وجهات نظري للمنتج والمؤلف وقد سبق وان تشاورت مع المنتج طارق الجنايني حول اسم مسلسل " الميزان " وكان العمل يحمل اسم اختفاء " ووافق علي اقتراحي ولم يعترض وكذلك مع المؤلف الذى اعترض علي بعض النقاط التي نتشاور فيها وحدث وأن قمت بتغيير امور بسيطة لتناسب الجو العام في السيناريو ولم يعترض باهر دويدار مؤلف مسلسل " الميزان " علي هذا التغير علي الاطلاق ولكني اصطدمت بالمؤلف نبيل فاروق عندما قمت بتغيير جزء من السيناريو في مسلسل " من الجاني " وكان هذا من حقي خاصة انه رفض الجلوس معي من أجل التشاور.

عبيد للنجوم والمنتج

أما الناقد طارق الشناوي فقد كان له رأي مخالف حيث قال:

اغلب الكتاب سيناريو هم عبيد عند النجوم والمنتج يظهر في مرحلة لاحقة بعد النجم فالنجم اصبح هو المسئول الأول عن المشروع الفني وتكون العصمة في يده وهذا أمر خاطئ فالمتحكم الاول والأخير لابد أن يكون الكاتب، فالكاتب لابد ان يكون صدي للجو العام وأن تكون له حساباته الفكرية الخاصة بعيداً عن رغبات المنتج وكذلك المخرج أما الشكل التجاري جاهز التعليب فيوجد عند السبكية بشكل واضح وليس في منتجين الدراما فحسب.