جاء قرار ألمانيا بإطلاق اسم الدكتورة مروة الشربيني على واحدة من أكبر حدائق مدينة «دريسدن» الألمانية، ليعيد للأذهان قصة مقتل الطبيبة الصيدلانية الراحلة في ألمانيا عام 2009، وهي الواقعة التي أثارت استنكارًا كبيرًا آنذاك على مستوى العالم، وأصبحت مروة الشربيني تعرف بلقب "شهيدة الحجاب"، بعد أن طعنها الجاني داخل محكمة دريسدن.
من هي مروة الشربيني؟
عملت "مروة الشربيني" صيدلانية ولدت في مدينة الإسكندرية عام 1977، وتخرجت في كلية الصيدلة بالإسكندرية عام 2000، عملت في صيدلية ثم تزوجت 2004، وسافرت بعد الزواج مباشرة مع زوجها إلى ألمانيا، لدراسة الماجستير والدكتوراة، وعاشت في بريمن من 2005 إلى 2008 قبل أن تنتقل إلى مدينة دريسدن في جنوب شرق ألمانيا.
وتعود واقعة مقتلها إلى اصطحابها طفلها الصغير للتنزه في حديقة في عام 2009، لكن الجاني وهو مواطن ألماني يُدعى أليكس دبليو فينز، عنفها ووصفها بالإرهابية لأنها ترتدي الحجاب وحاول نزع حجابها، فلجأت مروة الشربيني إلى القضاء واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة ضده، وأصدر القضاء الألماني حكمه بتغريم المتهم 780 يورو لكنه استأنف على الحكم.
وفي جلسة الاستئناف في 1 يوليو 2009، أقرت المحكمة الحكم بالغرامة على المواطن الألماني، ثارت ضغينة المتهم فقام وهو في المحكمة بطعنها بالسكين 18 طعنة في بطنها وصدرها وظهرها، فارقت بعدها الحياة، كما طعن زوجها المصري علوي علي عكاظ، وكان يعمل معيدًا بمعهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية عدة طعنات.
وأثار مقتل مروة حالة من الغضب في مصر وأصبحت باسم شهيدة الحجاب، وطالب النائب العام المصري آنذاك المستشار عبد المجيد محمود بتدخل النيابة العامة المصرية في التحقيقات التي تجرى في ألمانيا حول قضية مقتل مروة، وكذلك أطلقت محافظة الإسكندرية اسم مروة الشربيني على شارع في المدينة وعلى أحد مراكز الشباب لكونها كانت بطلة رياضية في لعبة كرة اليد.
ولقيت هذه القضية اهتمامًا عالميًا، وأصبحت مروة الشربيني رمزًا للتسامح وكتبت قصة وفاتها على جدران حائط محكمة مدينة دريسدن، وفي 14 مارس 2012، أصدرت محكمة مدينة دريسدن حكمها على قاتل مروة الشربيني بالسجن مدى الحياة.
وخلال السنوات الماضية، أطلقت بلدية الضاحية الشرقية في مدينة بريمن الألمانية، اسم المواطنة المصرية الراحلة مروة الشربيني، على ميدان بمنطقة شتاينتور، في إطار مشروع تتبناه البلدية لمحاربة المتطرف والعداء للأجانب، عام 2018م، كذلك تم إطلاق اسمها على العديد من المنشآت الإسلامية حول أوروبا، أبرزها مسجد مروة الشربيني في دريسدن، ومركز مروة الشربيني للثقافة والتربية بنفس المدينة التي عاشت فيها آخر عامين من حياتها القصيرة.
إطلاق اسمها على الحديقة
وأعلن المحامي الدوليّ خالد أبو بكر، أمس، قرارًا تاريخيًا بإطلاق ألمانيا اسم الدكتورة "مروة الشربيني" على واحدة من أكبر حدائق مدينة «دريسدن» الألمانية، وهي الحديقة الواقعة أمام المحكمة التي لقيت فيها ربها،1 يوليو 2009، في قاعة محكمة مدينة دريسدن، وحكم القضاء الألماني علي القاتل بالسجن مدى الحياة.
وثمنّت وزيرة الهجرة الجهود التي بذلت في هذا الصدد، كما أشادت بما تقوم به المدينة من فعاليات متنوعة لتأكيد التسامح واستقبال الجميع دون تفرقة، وهو ما تؤكد عليه كل الثقافات المتحضرة، حيث تم إنشاء مركز إسلامي يحمل اسم الشهيدة لنشر التسامح ومواجهة التطرف، كما تم تدشين "جائزة مروة الشربيني للتسامح".
وأكدت وزيرة الهجرة أن التسامح والمحبة هما السبيل الوحيد ليسود الأمن والأمان في كل مكان، مضيفة أن المصريين بالخارج يندمجون في مجتمعاتهم، ويضيفون الكثير من الخبرات الإيجابية.