في عيدها القومي والذي تحتفل به في يوم 18 مارس من كل عام، نتعرض لأهم المقاصد السياحية والأثرية بمحافظة المنيا، وجهود وزارة السياحة والآثار لتطوير الخدمات بالمواقع الأثرية والنهوض بالمحافظة ووضعها على الخريطة السياحية، بما يتناسب وأهميتها السياحية والتاريخية والأثرية.
تحظى محافظة المنيا بموقع جغرافي متميز على نهر النيل العظيم بوسط جمهورية مصر العربية، و تتمتع بالجو الدافئ المشمس والمناظر الطبيعية الخلابة، والأماكن السياحية والأثرية الرائعة والمتفردة مما جعلها تلقب بعروس الصعيد، كما أنها قبلة الزائرين من المصريين والسائحين.
وللمحافظة أهمية تاريخية وأثرية عظيمة فخلال العصور المصرية القديمة لختارها الملك اخناتون لتكون مقرا للعاصمة الجديدة للبلاد حيث أنشأ فيها مدينة تل العمارنة والتي نادى من خلالها بالوحدانية وعبادة الإله الواحد آتون.
وكان لفن العمارنة أسلوبه الخاص الذي عبر عن العقيدة التي سادت خلال تلك الفترة التاريخية، كما لجأت العائلة المقدسة إلى المحافظة أثناء رحلتها في مصر حيث استقرت في دير الجرنوس الذي يعتبر المحطة الأولى التي استقبلت العائلة المقدسة ويقع غرب مغاغة بــ20كم، وبه كنيسة ترجع للقرن الــ19 كما يوجد به بئر عميق شربت منه "العائلة المقدسة" بالإضافة إلى دير السيدة العذراء علي قمة جبل الطير بسمالوط ويوجد به كنيسة أثرية منحوتة في الصخر وتحتوي علي مغارة صغيرة أختبأت فيها العائلة المقدسة.
تتمتع المحافظة بتنوع أنماطها السياحية ما بين السياحة الثقافية والريفية والصحراوية، حيث تضم مجموعة متنوعة ومتميزة من المواقع الأثرية من العصور المصرية القديمة واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية، كما بها مساحات ريفية شاسعة يستطيع السائح فيها أن يستمتع بمشاهدة الأراضي الزراعية والخضراء الواسعة علي جانبي الطرق المؤدية إلى المواقع الأثرية والسياحية والبيوت الريفية المبنية بالطوب اللبن و تظللها الأشجار العالية وتجاورها أبراج الحمام والأسواق الشعبية.
كما أن بالمحافظة مساحات صحراوية شاسعة ممتدة بطول 160 كم علي جانبي نهر النيل ويجاور المنيا من ناحية الغرب الصحراء الغربية تصلح لأنشطة متعددة من السياحة الصحراوية مثل إقامة المعسكرات والسباقات ورالي للدرجات البخارية والسيارات.
ولعل أهم ما تتميز به المحافظة من أنماط سياحية هي السياحة الدينية ، فعلي أرضها كانت أول دعوة للتوحيد وفيها دير السيدة العذراء في نفس المكان الذي زارته العائلة المقدسة ومكثت به ثلاث أيام بالإضافة إلى منطقة البهنسا التي تطيب برحيق دماء الشهداء، ومزاراتها ويوجد بها مقبرة لما يزيد عن أربعين من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم وممن حضروا موقعة بدر.
كما تعمل المحافظة حاليا على الترويج لسياحة الطعام خاصة وأنها تتميز بمأكولات شهيرة يتم عملها في الريف مثل خبز البتاو، الكشك الصعيدي، الفطير،العسل الأسود، عسل النحل، الجبنة القريش والجبنة القديمة والمش والبيض البلدي.
كما يمكن لزائري المحافظة الإستمتاع بمشاهدة حفلات الفن الشعبي التي تقيمها مديرية الثقافة علي المسرح المكشوف بكورنيش النيل كما تقوم الفنادق بإقامة مثل هذه الحفلات لزوارها، بالإضافة إلى الجزر النيلية المنتشرة بالمحافظة حيث تحوي علي 72 جزيره خضراء بديعة يمكن للسائح الاستمتاع بها ومشاركة أصحاب المزارع بالزراعة ورعي الغنم وركوب الخيل والدواب وصيد الأسماك، كما تتميز بكورنيش رائع يمتد بطول 6 كم علي ضفاف النيل.
كما يوازي النيل ممشي علي النيل يوجد به مسرح مكشوف وملاعب ومراسي وأندية وكلها مواقع جذب يجد فيها الزائر متعه كبيرة كما يسعد الزائر برحلات نيلية بمجموعة من البواخر السياحية إلى المواقع الأثرية.
-أهم المواقع الأثرية الفرعونية واليونانية:
الكوم الأحمر، زاوية الميتين، بني حسن وما بها من مقابر رائعة الجمال، دير البرشا ، اسطبل عنتر، الشيخ عبادة، الشيخ سعيد، العمارنة، الأشمونين، تونة الجبل، البهنسا، بالإضافة إلى محاجر حتنوب التي استخرج منها المصريون القدماء الألباستر و استخدموه في نحت روائعهم الفنية.
-أهم المواقع الأثرية القبطية:
كنيسة العذراء بجبل الطير، دير أبو حنس، دير أبوفانا.
-أهم المواقع الأثرية الإسلامية :
مسجد اللمطي، مسجد العمراوي، مسجد علي شعراوي، مسجد الحسن بن صالح زين العابدين، مقابر الشهداء والصحابة بالبهنسا، مسجد العسقلاني، قصر عبد المجيد باشا.
- أما عن المتاحف الموجودة بالمحافظة فتضم المنيا متحفين وهما:
متحف ملوي والذي يحتوى على مجموعة من الآثار تعود لعصور مختلفة منها الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطي.
والمتحف الآتوني والذي يعد أحد أهم المشروعات التي تعمل وزارة السياحة و الآثار بالتعاون مع الحكومة الألمانية على الإنتهاء منه وهو مبنى على شكل هرمى يحتوى على قاعات عرض متحفية، ومدرسة ترميم، ومسرح، وقاعة مؤتمرات، بالإضافة إلى حديقة ومحلات بيع هدايا ومطاعم وكافيتريا.
والجدير بالذكر أنه تم اختيار يوم 18 مارس من كل عام عيدا قوميا لمحافظة المنيا، تخليدا لإنتفاضة أهالي مركزي ( ديرمواس وملوى ) فى مواجهة الإحتلال الأجنبى، واعتراضاً على اعتقال الزعيم سعد زغلول وزميله على شعراوي، وعبد العزيز فهمي يوم 8 مارس 1919م، حيث أثار ذلك نفوس المصريين وخرجوا فى ثورة عارمة في جميع محافظات مصر.
وفى المنيا بدأت المظاهرات بتاريخ 10 مارس وسارع أبناء محافظة المنيا بالانتفاضة ضد الإحتلال الأجنبي، وفى يوم 18 مارس قام المواطنون بمركزى ديرمواس وملوى وأصبح هذا اليوم عيداً قومياً لمحافظة المنيا، تخليداً لدورهم الوطني.