الخميس 20 يونيو 2024

سفير أمريكي سابق في روسيا: يجب بذل كل الجهود الممكنة لإنهاء الحرب في أوكرانيا

مايكل ماكفول

عرب وعالم18-3-2022 | 17:05

دار الهلال

أعرب  سفير الولايات المتحدة الأسبق في روسيا البروفسور مايكل ماكفول عن اعتقاده أن أوكرانيا سوف تنتصر في حربها الحالية ضد القوات الروسية التي اجتاحت الأراضي الأوكرانية أواخر الشهر الماضي.

وأشار ماكفول في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن أوكرانيا ستصبح دولة ذات سيادة مرة أخري ولكنه طرح سؤالين؛ أولهما: كم من الوقت سوف تحتاج أوكرانيا لتحقيق هذا الهدف ، وثانيهما: كم عدد الضحايا الذي سوف تتكبده أوكرانيا من أبنائها في سبيل إجلاء قوات بوتين عن أراضيها.

وأوضح  ماكفول، أن هدف الغرب بصفة عامة والولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة واضح، وهو هزيمة الجيش الروسي،  مشيرا إلى أن هناك 3 سيناريوهات يجب أن توضع في الحسبان وتشكل الخطوط العامة لأي استراتيجية يعتمدها الغرب لإنهاء الحرب في أوكرانيا في أسرع وقت ممكن.

وأضاف ماكفول، أن السيناريو الأول يشكل بطبيعة الحال النتيجة المثالية للغرب وللعديد من دول العالم وهو خروج روسيا مهزومة من هذه الحرب وانهيار الاقتصاد الروسي الذي يدفعها إلى التراجع عن موقفها الحالي من أوكرانيا،  موضحا أن هذا الاحتمال  ليس أقرب السيناريوهات القابلة للتحقيق على أرض الواقع.

أما السيناريو الثاني فيتضمن تحقيق حالة من الجمود في ساحة القتال تمهيداً للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع الحالي هناك،  وتابع الدبلوماسي الأمريكي السابق، أنه وفقاً لهذا السيناريو، قد يعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه شن حرباً ليس لها معني وتسبب في مقتل الألاف من الجنود الروس ومن الشعب الأوكراني على حد سواء من أجل إحكام سيطرته على منطقة القرم وأجزاء من إقليم دونباس، وفي المقابل قد يتقبل الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي فكرة تبني موقف محايد و عدم الانحياز للدول الغربية في مقابل التوصل لتسوية سلمية للصراع الحالي.

أما السيناريو الأسوء، هو تمكن روسيا من إحكام سيطرتها على المدن الرئيسية في أوكرانيا، غير أن عواقب هذا السيناريو وخسائره البشرية قد تكون مرعبة بحيث لا تقل عن خسائر أفغانستان إبان الغزو السوفيتي لها .

وأضاف الكاتب، أن أياً من هذه السيناريوهات الثلاثة يبرز وبوضوح أهمية إسراع الدول الغربية في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا حتي تتمكن من الصمود في مواجهة القوات الروسية وتحقيق انتصاراً على أرض الواقع وهي المسألة التي تناولها الرئيس الأوكراني بوضوح في خطابه إلى الكونجرس الأمريكي مؤخراً والذي أكد فيه على أهمية تقديم الدعم العسكري لبلاده حيث أن أوكرانيا في أمس الحاجة الآن إلى طائرات حربية وأنظمة مضادة للصواريخ وغيرها من الأسلحة ومعدات القتال.

وتابع ماكفول قائلا، إنه يجب على الغرب تشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا لكي يضمن إنهاء الحرب في أوكرانيا على النحو الذي يناسبه، مشيرا إلى أن إمداد أوكرانيا بالأسلحة سوف يسهم في تحقيق السيناريو الأول وهو هزيمة روسيا عسكرياً وهو احتمال غير وارد أو قابل للتحقيق على أرض الواقع. أما السعي لخلق حالة من الجمود على أرض المعركة فهي مسألة غاية في الأهمية لتحقيق السيناريو الثاني وهوالتوصل لتسوية سلمية إلا انه حتي الآن فليس هناك ما يدفع الرئيس الروسي لقبول التفاوض طالما أن خسائر قواته محدودة وطالما أنها مازالت تحقق تقدماً على أرض المعركة وتقترب يوماً بعد يوم من السيطرة على المدن الرئيسية في أوكرانيا وهو ما يحيي الأمل لديه في كسب هذه الحرب.

وبطبيعة الحال فإن الرئيس الامريكي جو بايدن وفريقه ليس بإمكانهم تصعيد المواجهة مع روسيا خشية اندلاع حرب نووية ولكن يجب على بايدن وحلفائه توصيل رسالة ذات مغزي دبلوماسي لبوتين مفادها أنه من الممكن تخفيف العقوبات الاقتصادية على نحو تدريجي في مقابل انسحاب كامل للقوات الروسية من أوكرانيا، وفي حالة قبول الرئيسين الروسي والأوكراني لمبدأ الدخول في مفاوضات لإنهاء الأزمة فإنه يجب على المجتمع الدولي القيام بجهود وساطة لإنجاح هذه المفاوضات وبذل كل الجهود الممكنة لتحقيق تسوية سلمية وإنقاذ أرواح عديدة على الجانبين الأوكراني والروسي على حد سواء.