الثلاثاء 14 مايو 2024

درس الوطن العربى للإعلام العالمى

مقالات19-3-2022 | 20:52

ما زالت أصداء الحرب الروسية الأوكرانية تلقى بظلالها على كافة مناحى الحياة فى العالم أجمع، خاصة الإعلام الذى يشهد حربا لم يشهدها العلم من قبل فى أى من حروبه فبجانب مشاهد الدمار والخراب والدماء واللاجئين التى تطالعنا بها البرامج والقنوات الإخبارية عبر الساعة إلا أن هناك حربا إعلامية فى الخلفية تعد أشرس بكثير من الحرب التقليدية وتغطيتها الإعلامية، الحرب هذه المرة انتقلت من الشاشات الكبرى للصغرى، من خلال مواقع التواصل الاجتماعى والمنصات، أى العالم الافتراضى الذى أصبح واقعًا فى عالمنا اليوم.

فبعيدًا عن الأسلحة الثقيلة والطائرات والصواريخ جاءت أسلحة أكثر خطورة تستطيع بضغطة بسيطة أن تزيف الحقائق وتفرض وجهة نظر بعينها، لذا اشتعلت حرب السوشيال ميديا من داخل الحرب، الأمر الذى جعل روسيا والدول الغربية تفرض المزيد من القيود على العديد من وسائل الإعلام ووصل الأمر إلى حجب العديد منها، للتحكم بالرواية حيث يريد كل طرف أن يكون الوحيد الذي يتناول ما يجري على أرض المعركة.

وأصدر الاتحاد الأوروبي قرارًا بحظر عدة قنوات ومواقع إخبارية روسية، منها روسيا اليوم وسبوتنيك، بل ومحاولة حجب هذه المواقع من جوجل حتى لاتظهر فى مؤشرات البحث ومنع الموقع عمليات شراء التطبيقات، عبر متجر بلاي ستور فى روسيا، وأوضحت بعض مواقع التواصل الاجتماعى، مثل "فيسبوك وتويتر ويوتيوب وتيك توك" أنها لن تسمح لوسائل الإعلام الروسية بنشر مواد عليها.

هذا بالنسبة لأوروبا.. فماذا عن أوكرانيا نفسها؟

الرئيس الأوكرانى زيلينسكى حجب كل مواقع التواصل وحظر القنوات الروسية، بل زاد الأمر، باستغلاله مهنته السابقة كممثل مستخدمًا لغة الجسد فى كل خطاباته التى يظهر بها تارة مرتديًا الزى العسكرى وأخرى الزى المدنى، وأطلق اللحية، وهو يؤكد تمسكه بوجوده فى العاصمة كييف، واستعان فى كل خطبة بمفردات مؤثرة، مثل أقوال لمارتن لوثر كينج وغيره، لاستعطاف الغرب لجمع تبرعات بالأسلحة، ودعم العقوبات على الاقتصاد الروسى ونجح إلى حد كبير فى هذا.

وفى روسيا تم إغلاق أى الإعلام مستقل أو محايد عند تناول حرب أوكرانيا من السلطات وهناك بعض المنابر الإعلامية توقفت عن العمل من تلقاء نفسها، بسبب عدم قدرتهاعلى العمل بحرية فى ظل الرقابة والقيود الحكومية الشديدة، فضلًا عن الخطابات الحماسية التى خرج بها بوتن دون شو إعلامى، ليطمأن الشعب الروسى ويؤكد أن الحرب فى روسيا جاءت من أجل محاولة حماية إقليمى دونيتسك ولوجانسك الانفصاليين من الإبادة الأوكرانية لهما والاعتراف بهما كجمهوريتين.

هذه الحروب تأتى بعد أن تعلمت الألة الإعلامية الغربية كيف تدير مثل هذه المعارك عقب أحداث الربيع العربى فى منطقتنا العربية، والتى تجرعنا منها الويلات، وأصبحت كل الأطراف المتصارعة تأخذ الاحتياطات الكافية، ولم نجد هناك من يتحدث عن حرية الإعلام المحجوبة من جميع الأطراف.

Dr.Radwa
Egypt Air