الأربعاء 24 ابريل 2024

أخلاقيات العمل

مقالات19-3-2022 | 23:39

تُعرف أخلاقيات العمل بأنها تلك المنظومة السلوكية السائدة فى مؤسسة ما، وتتضمن أنماط وطرق معاملة العاملين فيها، فيما بينهم وتعاملاتهم مع الآخرين، بهدف تحقيق الأهداف الرئيسية للمؤسسة،  وتبقى منظومة السلوك لأى مجتمع من أهم سماته وإحدى مكونات عناصر شخصية هذا المجتمع، وتُعد من أهم العوامل المؤثرة فى تحقيق النجاح التنموى للمجتمع. 

وتختلف تركيبات المنظومة الأخلاقية من مجتمع لمجتمع آخر مرتبطة بثقافته ومراحل تطوره الاجتماعى والسياسى، وتُعتبر الثقافة الدينية أهم مكونات التطور الأخلاقى للمجتمعات، وهناك العديد من  عناصر أخلاقيات العمل، منها ما هو مرتبطاً بسلوك الأشخاص وتوجهاتهم ومعتقداتهم وفلسفاتهم وطرق ونوعية أدائهم وعادات العمل وعدم الممارسات السلبية، وتوجد تداخلات بين بُعدين أساسيين لأخلاقيات العمل بُعداً شخصياً وبُعداً مهنياً يتداخلان بطريقةٍ يصعب الفصل بينهما، وتتم ممارسة أخلاقيات العمل بشكل سلبى وشكل إيجابى وبشكل جماعى وفردى. 

ويتم تعريف أخلاقيات العمل بإيجاز فيما يليق أن يقوم به العامل وما لا يليق، ما يجوز أن يفعله العامل وما لا يجوز فعله، مدى قانونية وعدم قانونية الأفعال الصادرة عن العمال 
وما يليق بالاخلاق جملةً وتفصيلاً وما لا يليق. 

ومن أجل تحقيق ذلك لابد من وضع ميثاق أخلاقى خاص بالأفراد يتمثل فى المبادئ، وخاص بالأسرة ويتمثل فى حُسن التربية ومنها ما هو خاص بالمنشأة ويتمثل فى اللوائح والنظم المعمول بها. 

وكثير من مؤسسات الأعمال لا تطبق نطريات اخلاق الأعمال ولا تتعدى إلا أن تكون مجرد كلمات ومبادئ جوفاء والحقيقة أن أخلاقيات العمل تُعد من أهم عوامل نهضة واستمرار ونجاح أى منشأة وأن عدم التمسك والتقيد بتفعيل أخلاقيات العمل سيؤدى حتماً إلى فشل المنشأة وعدم استمرارها وذلك سيؤدى إلى العديد من المشكلات، مثل توتر العلاقة بين الإدارة والعاملين، تأثر العلاقة بين رأس المال وبين الإدارة، وجود حالة من التوتر فى علاقة المنشأة وجمهورها، وهذا بدوره يؤدى لسوء العلاقة مع المجتمع  تاركاً أثراً سلبياً على كل الفئات المتعاملة مع المنشأة وتتراجع الثقة وتزيد الاستقالات، ويقوم الموردون برفع الأسعار وتتلاشى طبقة كبيرة من الزبائن وقد يضطر المساهمون إلى التصرف بالبيع فى أسهمهم، ويؤدى ذلك إلى تراجع مبيعات الشركة وترتفع التكلفة وتنخفض قيمة الأسهم وتكون تلك بداية التلاشى والسقوط، لذا وجب على المؤسسات أن تُولى اهتماماً بأخلاقيات العمل وتنميتها بمزيد من التوعية والتحفيز والمتابعة وبالقدوة وبإشاعة ثقافة قائمة على العدل والشفافية والقيم الإيجابية، التى تحقق التنمية والنهضة والحياة الكريمة للأفراد والمجتمعات.

إن بناء مؤسسات تنموية، صناعية أو تجارية أو خدمية ناجحة، يحتاج حتماً لتفعيل منظومة أخلاقيات العمل، وحث جميع العاملين فى المنشآت ضرورة التمسك بأخلاقيات الأعمال، وسيؤدى ذلك إلى زيادة معدلات الإنتاج.. وستنجح مؤسساتنا، فبالأخلاق تُبنى الأمم.

Dr.Randa
Dr.Radwa