ينظم نادي اليخت بالإسكندرية، حفل توقيع كتاب الرواية.. رحلة الزمان والمكان، للدكتور مصطفى الفقي، الثلاثاء المقبل، في الخامسة مساءً بنادي اليخت، بالإسكندرية.
رحلة مديدة عاشها الفقي في الزمان والمكان، تجاوزت ثلاثة أرباع القرن، تنقّل فيها بين محطات شتّى تُكمل إحداها الأخرى وتغذى جوهرها بحيث لا يمكن أن تستأثر واحدةٌ لنفسها بالهيمنة على مقدرات حياته ومسيرته، في جميع هذه المحطات أوجد الفقي لاسمه موضعَ قدم عميق ومساحةً مختلفة جديرةً بأن تُروى وتُستعاد، وها هو أخيرًا يدوِّنها جميعًا فى متن مذكراتٍ نابضة مترامية الأطراف، تُمسك بمقدّرات حياته منذ طفولته المبكرة فى قريته الصغيرة بريف البحيرة فى دلتا مصر، وحتى أصبح الاسم اللامع فى المشهد المصري والعربي سياسيًا وأكاديميًا وفكريا.
قالت سارة سرور، عضو مجلس إدارة نادي اليخت المصري، إن المجتمع السكندري متشوق لسماع المفكر السياسي الكبير الدكتور مصطفى الفقي، وخاصة الحديث عن حياته والمحطات المهمة بها التي يتناولها كتاب الرواية رحلة الزمان والمكان، وسيتم عمل سلسلة من المحاضرات للشخصيات العامة لنشر الثقافة والفكر والوعي المجتمعي.
فى كتاب مذكراته الرواية.. رحلة الزمان والمكان، والصادر مؤخرًا عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة، يقدم الفقي، ما هو أكثر من كتاب سيرة، ويغور في تقاطع رحلته الشخصية مع تاريخ مصر المعاصر، ليزيح الستار عن عديد الكواليس المهمة ويعيد فتح عدد هائل من الملفات الحساسة التي كان شاهدًا عليها تارة وشريكًا في صنعها مرات.
ويقرر الفقي مبكرًا أن يقدم كل ما عاش دون أقنعة، مستعينًا بتصدير مبكر لفرانز كافكا: خجلتُ من نفسي عندما أدركت أن الحياة حفلة تنكرية، وأنا حضرتها بوجهي الحقيقي، عشرون فصلًا، تشمل مقدمةً وخاتمةً بالخُلاصات والدروس المستفادة.
يسرد فيها الفقي مسيرته بحسٍ روائي ممتع، يجعل من مفردة الرواية التي اختارها عنوانًا لحياته، مفردةً فى مكانها، يسرد الفقي ما يتجاوز الخمسة وسبعين سنة من حياته وحياة مصر دون أن يغفل أي تفصيله مهمة أو يغض الطرف عن لحظة شائكة أو يشيح بوجهه عن واقعةٍ إشكالية.. ما يجعلنا أمام سيرة ليست فقط شفافة، لكن شجاعة إن جاز التعبير. يكتب الفقي بصدق البوح، وببراءة الاعتراف، ليقدم وثيقة تاريخية حقيقية مدعومةً بصور نادرة تمثل ألبوم حياته من السنوات المبكرة إلى اليوم.
في هذه الرحلة الممتعة المثيرة يصحبنا الفقي لنستعيد معه حياته، بادئًا من مناخات الطفولة وتأثيراتها المبكرة، وصولًا لسنوات الحلم في الجامعة، قبل أن يطوف معنا وبنا في اللحظات المفصلية لحياته: كيف أصبح دبلوماسيًا بقرار جمهوري، كواليس حياته فى لندن، عاصمة الضباب أو أم المدائن كما يحلو له أن يسميها، وصولًا لقصر الرئاسة بحقبة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث عمل لثماني سنوات كسكرتير الرئيس للمعلومات، تمثل مرحلة شديدة الخطورة والحساسية في تاريخ مصر الحديث.
يناقش الفقي العديد من الإشكاليات في المشهد السياسي المصري، تشمل عددًا من المؤسسات والكيانات الحساسة كالأزهر الشريف والكنيسة المصرية، والقضاء، وأدوارها في المشهد المصري خلال لحظات استثنائية.