تبدأ 195 دولة اليوم /الاثنين/ دراسة بهدف الموافقة على تقرير حول السيناريوهات التي يمكن أن تساعد في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وآثاره المدمرة بينما يسلط النزاع في أوكرانيا الضوء على الاقتصادات المدمنة على استخدام الوقود الأحفوري.

وبعد أكثر من قرن ونصف من التنمية الاقتصادية المكرسة للوقود الأحفوري، زادت درجة حرارة العالم ما يقرب من 1.1 درجة مئوية في المتوسط ​​مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، مما أدى بالفعل إلى مضاعفة موجات الحرارة والجفاف والعواصف والفيضانات المدمرة.

والتقرير الجديد لخبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة حول حلول تقليل الانبعاثات، والذي سيتم نشره في 4 أبريل بعد أسبوعين من المناقشات الساخنة عبر الإنترنت وخلف الأبواب المغلقة، "سيرسم صورة حزينة حول إدماننا للوقود الأحفوري" حسبما أكد ستيفن كورنيليوس من مؤسسة "الصندوق العالمي للطبيعة"، والذي له مقعد مراقب في المفاوضات.

في الجزء الأول من تقريرها الذي نشر في أغسطس 2021، أشارت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري، وتوقعت أن عتبة الزيادة بـ 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة - وهو الهدف الأكثر طموحا لاتفاقية باريس - يمكن أن يتم الوصول إليها بالفعل حوالي عام 2030. أما الثاني، في نهاية فبراير، والذي وصفه رئيس الأمم المتحدة بأنه "خلاصة وافية للمعاناة الإنسانية"، فقد رسم صورة أكثر من قاتمة لتأثيرات الماضي والحاضر والمستقبل على الناس والنظم البيئية، مشددا على أن تأخير العمل قلل من فرص حدوث "مستقبل قابل للعيش".

سينظر الجزء الثالث في الطرق الممكنة لإبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري، من خلال بحث الاحتمالات المختلفة حسب القطاعات الرئيسية (الطاقة، والنقل، والصناعة، والزراعة، إلخ)، دون إغفال مسائل القبول الاجتماعي ومكان التقنيات مثل وتخزين الكربون.

وقالت الخبيرة الاقتصادية المناخية سيلين جيفارش، إحدى معدي التقرير "نحن نتحدث عن تحول واسع النطاق لجميع الأنظمة الرئيسية: الطاقة والنقل والبنية التحتية والمباني والزراعة والغذاء".

وأضافت أن التحولات الكبرى التي يجب أن "تبدأ الآن" إذا أردنا أن نكون قادرين على تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، مشددة على أنه "لم يفت الأوان على الإطلاق للعمل" وتجنب الأسوأ.