الأربعاء 15 مايو 2024

الأم المثالية الثانية: كنت لأولادي أم وأب.. واختياري للجائزة مكافأة من الله

الأم المثالية الثانية

تحقيقات21-3-2022 | 12:42

أماني محمد

نجحت في رعاية بناتها وزوجها في مرضه وواجهت مصاعب الحياة مستعينة بالله، حتى عبرت بأسرتها لبر الأمان لتصبح الأم المثالية الثانية على مستوى الجمهورية، هي سميرة أحمد هاشم ابنة مركز المراغة بمحافظة سوهاج. 

"ربنا واقف معايا، رغم أن والدهم كان مريضا، ومن يوم ما اتجوزت كنت أم وأب ليهم".. بهذه الكلمات بدأت حديثها لبوابة "دار الهلال"، عن رحلتها في تربية أبنائها حيث كانت ترعى زوجها وأبنائها، موضحة أنه رغم ضيق ذات اليد كانت تجتهد وتفوقت في التعليم حتى وصلت إلى المرحلة الثانوية لكن لظروف خارجة عن إرادتها تركت التعليم وظلت بعيدة عنه لمدة تسع سنوات وعندما أتيحت الفرصة مرة أخرى درست وتعلمت مرة أخرى، حتى أصبحت مشرفة مثالية على مدى 14 عاما في مركز المراغة. 

وأضافت أنها عملت فيما بعد في مدرسة الثانوية الصناعية في المراغة وكانت تركز على أمرين في رعايتها لأولادها هما التعليم والأخلاق، موضحة "كنت أؤجل أي شيء مقابل أن أراعيهم وأذاكر لهم دروسهم، فلم يحصلوا على أي دروس خصوصية إلا في الثانوية العامة في بعض المواد، فأنا كنت أنظم حياتي وأتفرغ لهم للمذاكرة". 

وتابعت: إن معاناة زوجها من مرض نفسي كان يجعله يحدث بعض المشاكل ما كان يجعلها تبذل الكثير من الجهد لرعايته وعلاجه وكانت تسافر معه إلى العديد من المحافظات كسوهاج وأسيوط والقاهرة للعلاج، قائلة: "ربنا كافأني عشانه، كنت أبحث عنه وأطير وراه من مستشفى لأخرى". 

ورغم التعب والمشقة في رعاية زوجها كانت تخفي ذلك عن أولادها فلم يعرفوا بمرضه إلا في كبرهم، قائلة: "كنت أخفي عنهم حتى لا يكون ذهنهم مشغولا، وعندما كنا نسافر للعلاج كنت أوصي حماتي ألا تخبرهم بأن ذلك لعلاج والدهم، وكنت أخفي عنهم أي مشاكل قد تحدث بسبب مرضه، لكنهم عرفوا بعد كبرهم".

بجانب هذا الجهد فقد فقدت ابنها الوحيد بعد إنجابه بستة أيام وهو طفل حملت به بعد ست سنوات من إنجابها ابنتها الكبرى، قائلة: "مات ابني على يدي في المستشفى الجامعي بسوهاج والحمد لله، وفي الصعيد بعد موت الولد وإنجاب بنات فقط كانوا يعايروننا لكن نحمد الله على رزقه، فبارك الله في ابنتيّ نجلاء وتغريد، أحدهما حاصلة على بكالريوس علوم وتربية بجامعة جنوب الوادي والثانية بكالريوس تربية رياضية بجانعة أسيوط. 

وعن اختيارها كأم مثالية ثانية على مستوى الجمهورية، قالت: "عيطت من الفرحة" وحمدت الله على مكافأته، موضحة أن "هذا أيضا بفضل الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كرم المرأة، بارك الله فيه ويجعله نصيرا وعونا للمصريين جميعا". 

وأوضحت أن ابنتها هي من قدمت لها في المسابقة الخاصة بالأمهات المثاليات ولم تعرف بذلك إلا بعد اختيارها كالأم المثالية الثانية على مستوى الجمهورية، مضيفة "تلقت اتصالا هاتفيا أخبروها بفوزي، وهذا التكريم يرجع فضله لابنتي لأنها قدمت لي بدون علمي". 

وعن رسالتها للأمهات والأجيال الجديدة، قالت إنه بعدما مرت به تأكدت أنه لا يوجد مستحيل، "فبعد تسع سنوات من التوقف عدت للتعليم ونجحت، كما لم يمنعني مرض زوجي من رعاية أولادي، وكنت أعطي له عمري حتى يشفى".