الثلاثاء 7 مايو 2024

في ذكرى وفاتها.. نوال السعداوي واجهت بأعمالها جميع أنواع العنف ضد المرأة

نوال السعداوي

ثقافة21-3-2022 | 14:48

أبانوب أنور

تحل اليوم الذكرى الأولى لوفاة واحدة من الشخصيات الأكثر إثارة للجدل، فهي أشهر من نادى بتحرير المرأة من قيودها، ومن جهر بالعصيان لما سمته "المجتمع الذكوري"، وفوق كل ذلك هي صاحبة كتب وأعمال لا تزال إلى اليوم صاحبة صدى واسع، وقضايا مهمة، منها وضع المرأة في الإسلام، ومحاربتها ظاهرة ختان الإناث، وفي عام 1972 نشرت كتاب بعنوان "المرأة والجنس"، مواجهة بذلك جميع أنواع العنف التي تتعرض لها المرأة كالختان والطقوس التي تقام في المجتمع الريفي للتأكد من عذرية الفتاة، نتحدث اليوم عن الكاتبة نوال السعدواي.

حياتها العائلية والعملية

ولدت نوال السعداوي في السابع والعشرين من أكتوبر عام 1931، بقرية كفر طحلة إحدى قرى مركز بنها التابع لمحافظة القليوبية، وكانت الثانية من بين تسعة أطفال في عائلتها.

 

كان والدها مسؤولًا حكوميًا في وزارة التربية والتعليم، استمدت منه احترام الذات ووجوب التعبير عن الرأي بحرية ودون قيود مهما كانت النتائج، كما شجعها على دراسة اللغات، وتوفي والديها في سن مبكرة لتحمل نوال العائلة عاتقها.

 

تخرجت نوال السعداوي من كلية الطب جامعة القاهرة في ديسمبر عام 1955، وتخصصت في مجال الأمراض الصدرية، وعملت كطبيبة نفسية في كفر طحلة ونمت عندها هواية الكتابة الأدبية فنشرت قصصها القصيرة بشكل منتظم في مجلة الكواكب في أواخر الخمسينيات تحت اسم "دكتورة نوال" وذاع صيتها الأدبي لتبدا نشر الكتب الخاصة بها.

 

وتزوجت زميل لها في الجامعة أنجبت منه ابنتها الأولى، وكان من الفدائيين ضد الاحتلال البريطاني، وتغيرت أحواله بسبب انكساره عند حبسه مع الفدائيين عند القبض عليهم، وانفصلت عنه نوال لتتزوج من رجل قانون، وسرعان ما انفصلت عنه لتتزوج للمرة الثالثة من شريف حتاته والد ابنها، عاشت معه 43 عاما ثم انفصلت عنه.

السجن كان لها ملهمًا

وبسبب آرائها المعارضة، حُكم على نوال بالسجن في عهد الرئيس محمد أنور السادات، أُطلق سراحها في نفس العام بعد شهر واحد من اغتيال الرئيس، ومن أشهر أقوالها «لقد أصبح الخطر جزءا من حياتي منذ أن رفعت القلم وكتبت، لا يوجد ما هو أخطر من الحقيقة في عالم مملوء بالكذب»، وعند خروجها قامت بكتابة كتابها الشهير «مذكراتي في سجن النساء» عام 1983، ولم تكن تلك هي التجربة الوحيدة لها مع السجن، فقبل ذلك بتسع أعوام كانت متصلة مع سجينة واتخذتها كملهمة لروايتها إمراة عند نقطة الصفر عام 1975.

نتاجها الأدبي

تركت لنا السعداوي نتاجًا أدبيًا وافرًا، فكان أول أعمالها عبارة عن قصص قصيرة بعنوان «تعلمت الحب» (1957) وأول رواياتها «مذكرات طبيبة» (1958)، ويُعتبر كتاب «مذكراتي في سجن النساء» (1982) من أشهر أعمالها، وصدر لها أربعون كتابا أعيد نشرها وترجمة كتاباتها لأكثر من 20 لغة وتدور الفكرة الأساسية لكتابات نوال السعداوي حول الربط بين تحرير المرأة والإنسان من ناحية وتحرير الوطن من ناحية أخرى في نواحي ثقافية واجتماعية وسياسية.

بالإضافة إلى العديد من الروايات التي تناصر فيها المرأة منها رواية "كانت هي الأضعف"، ورواية "امرأة عند نقطة الصفر"، ورواية " امرأتان في امرأة"، ورواية "سقوط الإمام"، رواية "جنات وإبليس"، ورواية "الصورة الممزقة"، ورواية "زينة".

ترشحت لنوبل في 4 مناسبات

وقد صرحت نوال السعداوي في حديث لها أنها تم ترشيحها لجائزة نوبل للآداب أربع مرات وكان آخرها عام 2019، وكانت تعتبر هي والشاعر أدونيس العربيين الوحيدين الذي تم ترشيحهما للجائزة في هذا العام، إلا أنها لا تنتظر من الفوز بتلك الجائزة شيئًا، فأكدت أن جائزتها الكبرى هي القراء الذين يقرأون أعمالها.

تكريمها خارج مصر

وحصلت نوال على عدة جوائز منها جائزة الشمال والجنوب من المجلس الأوروبي عام 2004، وفي عام 2005 فازت بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا في عام 2005، وحصلت على جائزة ستيج دا جيرمان من السويد عام 2011 .

معاناتها مع المرض والوفاة

وتوفيت الكاتبة نوال السعداوي يوم الأحد 21 مارس 2021، عن عمر ناهز 90 عامًا، بعد معاناتها مع المرض حيث تعرضت لأزمة صحية قبل أيام من وفاتها أدخلتها أحد المستشفيات.

Egypt Air