فرحة شديدة غمرت قلوب أسرة السيدة صالحة مرعي، بعد اختيارها كأم مثالية بديلة على مستوى الجمهورية، فقد نجحت في تربية أبناء شقيقتها بعد وفاتها وهم في سن صغيرة، لتصبح صالحة التي كانت في العشرينيات من عمرها آنذاك أمًا لطفلي شقيقتها.
قبل ما يزيد عن 25 عامًا، توفيت شقيقة السيدة صالحة، تاركة طفليها «محمد وبسمة» في المرحلة الابتدائية، وكان عمرها آنذاك نحو 27 عامًا؛ لتتزوج بعد ذلك بزوج شقيقتها، وترعى طفليها كأنها أمهم، وترزق بعد الزواج بعام بابنتها «آية»، وهي من أصحاب الهمم والقدرات الخاصة، فهي مصابة بنسبة من ضمور المخ والشلل الدماغي.
وتقول عن هذه الأوقات: «منذ بداية الزواج وأنا كنت أرغب في أن يتجاوزا أزمة وفاة والدتهما، وعاملتهما بما يرضي الله، ووفرت لهما كل وسائل الراحة ومنحتهما الحنان، وأدركا ذلك وتجاوبا معي ويعاملانني كأنني أمهما الحقيقية، فمنذ وفاة والدتهما شقيقتي رحمها الله، وقد أصبح أولادها أولادي، فهي ماتت بجسدها لكنها تركت قلبها وحبها معي».
لم تفرق السيدة صالحة بين نجلي شقيقتها وبين ابنتها، مؤكدة أنه بعدما رزقها الله بابنتها آية، زادت لديها عاطفة الأمومة، ولم يشعر الأولاد بأي فرق، ومنذ اليوم الأول للزواج وهما ينادينها «ماما»، ولم يقولا لها خالة ولا مرة، مضيفة: «هذا بفضل الله، ولولا وقفة الله معي لم أكن لأنجح في ذلك».
وعن ابنتها آية واكتشاف أنها من ذوي القدرات الخاصة، أوضحت أن الموضوع في البداية كان صعبًا للغاية، لكنها استسلمت وسلمت أمرها لله، وربت أبنائها الثلاثة، مضيفة: «تخرجا محمد وبسمة وحصلا على مؤهلات عليا، أما آية ابنتي الأخيرة فأصبحت بطلة جمهورية وعالمية في العديد من الألعاب الرياضية، منها رفع الأثقال، كما حصلت على كأس مصر في لعبة الجلة والقرص، كما حصت على لقب سفير في الشعر العربي، وكذلك النجمة الذهبية في الإلقاء والشعر، وهي حاليًا تدرس في السنة الثالثة بكلية الحقوق».
وهذه التجربة التي عاشتها مع ابنتها آية، تدعم بها ابنتها بسمة التي رزقها الله بطفل أيضًا من ذوي الهمم، فتقول: «أصبحت جدة، فقد رزق الله ابني محمد وبسمة بالأطفال، وبسمة عندها ولد من ذوي القدرات الخاصة، وأساعدها على استقبال الأمر بصدر رحب، لأنها تأثرت كثيرًا بذلك في البداية، لكنها الآن تقول لي أنتي تعطينني الأمل، فالمنزل الذي لا يعيش به شخص من ذوي القدرات الخاصة لا يعرف طعم السعادة، فهم ملائكة تعيش على الأرض».
وعن شعورها بعد اختيارها كأم مثالية، أكدت أن الجائزة هي هدية من الله سبحانه وتعالى، قائلة: «دائمًا كنت أدعو الله أن يرضى عني ويوفقني لما يراه الخير، والجائزة كأنها رسالة طمأنة وفرحة من الله، أشعر أن الله كان معي في كل خطوة في حياتي».
وفي آخر تسع سنوات من حياته، عانى زوجها من تدهور حالته الصحية، فتم بتر قدمه اليمنى وجزء من اليسرى، وفقدان البصر، وعلقت على هذا الأمر قائلة: «كنت أراعي الزوج في المستشفى والأولاد في دراستهم ومنهم آية في تمريناتها في الدراسة، وكرمني الله باختيار كأم مثالية لم أقم بأي شيء هو كرم من الله».