نحن تلك الأمة التي تصنع من جراحها أدوات شفائها ومن انكسارها أسلحة انتصارها.. نحن تلك الأمة التي لا تعرف اليأس ولا الهزيمة ولا كسر إرادتها .. نحن تلك الأمة التي تقدم في سبيل كبريائها كل غالٍ، ونحن تلك الأمة التي تدفع من أجل كرامتها أي ثمن يمكن دفعه حتى لو كان الشهداء من بعد الشهداء.
كانت ليلة استشهاد البطل عبد المنعم رياض"الجنرال الذهبي"، كما يسمونه، و"سيد شهداء الجيش العظيم" كما نسميه، فارقة في تاريخ جيوشنا العربية، وفارقة مع نظريات عسكرية قديمة عاشت طويلا على فكرة إدارة الجيوش والمعارك من غرف العمليات، تلك السرية المحصنة التي تتصل بالميادين بأجهزة لاسلكية مشفرة الرسائل..أطلق عبد المنعم رياض بروحه الطاهرة أن الجيوش العظيمة يقودها أبطال عظام هم في المقدمة مع أبنائهم على جبهات القتال ومعهم في مواجهة أعدائهم ومعهم مع كل دانة مدفع وطلقة رشاش في القتال قبل التدريب.. وفي القتال مع التدريب .. المهم .. أن ينطبق القول على الفعل ويكون"القائد" في الأمام وفي المقدمة.
وكان الثأر للشهيد البطل الذي قدم روحه لوطنه وأمته في التاسع من مارس ١٩٦٩ وقبل مرور أربعين يومًا على خلود روحه الطاهرة عند ربها يوم أيضا لا يقل في أثره وتأثيره عن يوم استشهاد البطل الخالد، إذ أن الثأر في ذاته يعني قيمة الرجال عند أوطانهم وأن الملايين لن تهدأ قلوبهم إلا بعد تحقيقه وأن معنى الثأر ليس الانتقام بقدر ما يعني صحة الطريق الذي سار عليه الشهيد الراحل وأنه لا انحراف عنه مهما كان الثمن.
وعلى ذات الهدى .. ومنذ الثأر لعبد المنعم رياض في عملية الأشباح الشهيرة التي تحتاج إلى مقال مستقل لشرحها ودراستها .. نقول على ذات الخطى "قدم شعبنا وجيشه العظيم الشهداء في أكتوبر لاستكمال تحرير الأرض، وقدمها عبر نصف قرن في التصدي للإرهاب الأسود، ويقدمها منذ ثورة شعبنا في ٣٠ يونيو دفاعًا عن الأرض وعن الهُوية وعن الدور وعن المكانة التي قررت قوى الظلام اختطافها كلها، فكانت دماء شهدائنا البررة في سيناء كما هي في الإسماعيلية، كما هي في الجيزة، عند جامعة القاهرة، في كرداسة، في عين شمس.. في الإسكندرية .. في الصحراء الغربية.. وفي كل مكان على أرضنا شهيد بعد شهيد .. ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه..شعارهم "نموت نموت ويحيا الوطن" وشعارهم "فوق الأرض أحرار أو تحتها شهداء"، فعاش الوطن وعاشوا في تاريخه وضمير أبنائه وفي قلوبهم وعقولهم.
رحمات الله وغفرانه ورضوانه على كل شهدائنا في يومهم .. المجد والخلود لهم جميعًا.
مراجعة. حسين محمد .. الاحد 20 – 2 - 2022
أشرف