الأحد 16 يونيو 2024

ابني البطل شريف محمد عمر


البطل شريف محمد عمر

مقالات21-3-2022 | 18:16

إيمان غريب البيومى

 ابني بطل حصل على وسام الجمهورية من سيادة الرئيس، وأطلق اسمه على إحدى دفعات كلية الضباط الاحتياط، وكذلك أطلق اسمه على مدرستين، مدرسة بالإسكندرية، ومدرسه ببئر العبد، وأطلق اسمه على مسجدين بكتيبتين بالسويس والقاهرة، وأقيم له ملعبا للكرة باسمه في كتيبته في بئر العبد، وأطلق اسمه على أحد الكباري بمحور المحمودية الجديد بالإسكندرية، وأطلق اسمه على الملعب الرئيسي بنادي الاتحاد السكندري، وكُرِّم اسم الشهيد كثيرا من الجهات الرسمية وغير الرسمية، وقام قائد كتيبته العقيد محمود هلال بحكاية آخر مداهمة للشهيد أمام سيادة الرئيس، والشهيد هو اللي طلب الانتقال إلى سيناء ورفض أية محاولات لنقله من هناك.

  وللشهيد أخ واحد رائد بالأمن المركزي وما يغلاش على مصر، وكان كلامه دايما لو كل واحد فينا جاب واسطة واتنقل هتلاقوا التكفيريين قاعدين معاكم جوه بيوتكم يا أمي.

وقال لي لن أعود من سيناء إلا وأنا ملفوف في علم مصر وقد تحقق له ما أراد في إحدى المداهمات وكان البطل اكتشف مخزنا كبيرا للعبوات الناسفة في أحد المنازل في منطقة الجورة برفح.

وجدير بالذكر أنه في صباح يوم 16 مارس 2016، وفي إحدى وحدات القوات المسلحة بأرض الفيروز بشمال سيناء، لاحظ المقدم  شريف محمد عمر تحركات غريبة لبعض العناصر التكفيرية في أحد الأماكن، واستأذن قائده لتفتيش هذا المكان، وقرر الخروج بدوريته مترجلًا لمنع أي عناصر تكفيرية من اكتشاف الدورية.

وبالفعل ذهب البطل مع جنوده الأبطال وأمرهم بتأمين المنزل من مسافة بعيدة ودخل وحيدًا للمنزل لتفتيشه، واكتشف وجود مخزن للمواد التفجيرية والعبوات الناسفة شديدة الانفجار، وأبلغ قيادته بذلك، فأمره القائد بالإخلاء والعودة للكمين وتدمير المنزل الذي يحتوي على هذه المتفجرات بواسطة النيران شديدة اللهب.

أثناء الإخلاء فوجئ المقدم شريف بسيدتين تقتربان من المنزل، فأصدر جنوده تحذيرات لهما وأطلقوا الرصاص في الهواء، إلا أن السيدتين لم تستجيبا، ليأمر البطل جنوده على الفور بوقف إطلاق النار لعدم إرهاب السيدتين، ليتم تفجير عبوة ناسفة بعدها بالريموت كنترول ويلقى البطل حتفه شهيدًا وحيدًا.

وليظهر بعدها 25 من العناصر التكفيرية المسلحة شديدة الخطورة والتي بدأت في إطلاق النار على الدورية التي تعاملت معهم بقيادة الملازم أول محمد مصطفى الجارحي، والذي طلب منه زعيم التكفيريين إما التسليم أو مغادرة الجثمان، وهو ما رفضه الجارحي، وأخبر القيادة ورد عليه القائد أنه في الطريق إليه ومعه الدورية وعند الوصول للمنزل ترجلوا عند مسافة 1.5 كيلو متر لعدم اكتشافهم وأصيب وقتها الملازم أول عمرو عابد بطلقة في خوذته.

ودخل القائد المقدم محمود علي عبده وقواته مكان الاشتباك وطلب من الملازم أول محمد الجارحي والملازم أول عمرو عابد بتغطيته وذهب لجلب جثمان الشهيد وبالفعل نجح في جلب جثمانه رغم إصابته بطلقة في يده من العناصر التكفيرية، وذلك بمساعدة الملازم أول عمرو عابد.

واستمرت بطولات خير أجناد الأرض وكانت كل طلقة أمامها عنصر تكفيري قتيلًا ووقتها أمرت العناصر الإرهابية الجندي مقاتل طه وجيه أحمد بالاستسلام وإلا سيموت مرتدًا ليرد عليهم بشجاعة «جيش مصر لا يستسلم أبدًا» وقام بعمل بطولي وأسقط منهم عددا كبيرا من القتلى.

كلمات من ذهب لقائد الشهيد شريف عمر

«وبقولك يا أمي ..الشهيد هو صاحب الفضل عليا وعلى كل إنسان بات آمن في هذا الوطن، الشهيد اكتشف مخزن كبير للعبوات الناسفة والعبوات دي يا أمي كانت هتستهدف قواتنا وكان هيروح بسببها أرواح كتير، والشهيد أحبط عمل كبير كانت العناصر التكفيرية بتعد للقيام بيه ويا أمي لو مكناش عملنا كده مكناش نبقى جيش مصر ومكناش نستاهل شهادة النبي عليه الصلاة والسلام فينا إن إحنا خير أجناد الأرض.. يا أمي الشهيد هو صاحب الفضل والمنة وإحنا عملنا كده لأننا اتعلمنا في القوات المسلحة أننا لا نترك خلفنا أبدًا شهيدا أو مصابا والقوات المسلحة اللي علمتنا عند التكليف بأحد المهام قدامنا خيارين اتنين بس مالهمش تالت إما النصر بشرف أو الاستشهاد ببطولة».. بهذه الكلمات لخص أحد ضباط القوات المسلحة المقدم أركان حرب محمود علي عبده، بطولة زميله الشهيد المقدم شريف محمد عمر، شهيد القوات المسلحة، وذلك في كلمته ضمن فاعليات الندوة التثقيفية للقوات المسلحة.

أنهى «عبده» كلماته التي أبكت كل الحضور وذهب مسرعًا لأم الشهيد ليحتضنها ويقبل يدها في مشهد مؤثر أثار دموع الشعب المصري عن أم مكلومة فقدت فلذة كبدها دفاعًا عن سيادة وعزة واستقرار هذا الوطن.