الدولة المصرية كانت ومازالت وستظل شامخة راسخة صاحبة مكانة وريادة وشأن عظيم بين مختلف بلدان العالم منذ بداية الخليقة وحتى يرث الله الأرض ومن عليها.
تلك المكانة لم تصل إليها بلادنا الغالية من الفراغ أو العدم وإنما ارتقت إليها بسواعد أبنائها ودمائهم الطاهرة العطرة التي سطرت وكتبت بأحرف من ذهب قصص كفاح وصمود وإخلاص وتفاني في حماية وصون الأرض والعرض.
مما لا شك فيه أن إحياء الدولة المصرية وقيادتها السياسية الرشيدة بقيادة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية ليوم الشهيد ليس الدافع من وراءه فقط تخليد وتذكير بأسماء هؤلاء الأبطال البواسل الذين ارتقت أرواحهم لربهم في سبيل أن يحيا هذا الوطن وشعبه في أمن وسلام، بل تذكير بتقديس نداء الوطن ومدى عظم شأنه، والتذكير أيضاً بما يتم التضحية به من أجل إبقاء راية الوطن شامخة عالية في عنان السماء.
وفي سبيل ذلك نود أن نذكر أنفسنا أن مصر لطالما قدمت من الشهداء الكثير والكثير ليس فقط للأمة المصرية ولكن للوطن العربي بأثره.
فنذكر من ضمن تلك التضحيات أبناء مصر الأبرار ممن سقطوا شهداء دفاعاً عن الأراضي الفلسطينية في حرب فلسطين سنة 1948 ضد كتائب الاحتلال الصهيوني الغادر.
أما من سقطوا دفاعاً عن أرض الوطن على أثر العمليات والمعارك العسكرية والحربية التي خاضتها الدولة المصرية حفاظاً ودفاعاً عن رمال سيناء الطاهرة ضد الكيان الصهيوني في الأعوام ما بين 1967 – 1973 فكانت دمائهم العطرة هي شرارة ووقود إقامة الدولة المصرية الحديثة، مصر القوية الرائدة التي لم تفرط في شبر واحد من أراضيها، ومن ثم فقد سطرت تضحيات شهدائنا البواسل وقتها صفحات المستقبل المشرق لمصرنا الغالية.
وكما سبق وأجملنا بعاليه أن الدولة المصرية ستظل إلى أبد الآبدين تقدم كل ما هو نفيس وغال لردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار شعبها الأبي العزيز، فإن التضحيات لم تقتصر على مجابهة العدوان الخارجي فقط ولكنها أيضاً امتدت لتمنع يد الغدر والخسة من تنفيذ المخططات والأجندات الموجهة لإسقاط الدولة المصرية وتفكيك اللُحمة الوطنية الموجودة بين أطياف الشعب من جانب أهل الشر وقوى الظلام وأعوانهم من أتباع جماعة الإخوان الإرهابية.
ومن ثم وبعد أن ذاقت مصر وشعبها الأمرين في أثناء فترة حكم الجماعة الإرهابية و اعوانها وبعد أن ثار أبناء الوطن وانتفض في وجه الظلم والعنف والترهيب، انصاعت القوات المسلحة المصرية وقيادتها برئاسة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك لصيحات ومناشدات جموع الشعب في مختلف أرجاء وأنحاء الإقليم المصري في 30 يونيو.
تحمل رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة المصرية الأبطال مسئولياتهم أمام الله وأمام الوطن وأبنائه وأصبحوا الجدار العازل وحائط الصد للعمليات الإرهابية التي شنتها الجماعات المتطرفة بالداخل والخارج ضد المنشآت والأفراد والتي أسفرت عن سقوط المئات بل الآلاف من رجال القوات المسلحة والشرطة الأبطال.
ونقصد بذلك تحديداً الأحداث التي وقعت عقب 25 يناير والتي استشهد على أثرها من أبطال القوات المسلحة ورجال الشرطة البواسل في مصر خلال الـ 10 سنوات الماضية ما يقرب من 5410 شهيد حسب تقرير صادر عن المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء والمصابين، وذلك منذ اندلاع أحداث 25 يناير وما تبعها من أحداث، مرورا بثورة 30 يونيو وحتى تاريخه.
ولكننا يجب أن نشير إلى أن ما صنعت تلك الهجمات الخسيسة والدنيئة إلا عزيمة فولاذية وإصرار على دحر ونحر واقتلاع كافة البؤر والآفات التي خلفتها فترة حكم الجماعة الإرهابية وأعوانها إلى جانب الثأر كل الثأر بكل حزم وشدة وقوة غاشمة ممن تبقى منها واسترجاع ... حق الشهيد.
وأخيراً وليس أخراً لن أجد خاتمة لمقالي هذا أفضل من أبيات الشاعر مصطفى صادق الرافعي حين قال :
اسلمي يا مصـرُ إنـنـي الـفِـدا ذي يــدي إن مــدَّتِ الــدنـيـا يـدا
أبـــدًا لـــن تــسـتــكـيـنــي أبـــدًا إنــنـي أرجـــو مــع الـــيــوم غـــدا
ومعي قلبـي وعزمـي للجـهاد ولـقـلـبي أنـتِ بـعـدَ الـدين ديــن
لـــكِ يـــــا مـصـــرُ الــســــلامـــة وســــــــلامًــــــــا يـــــــــــا بــــــــلادي
إنْ رمـــى الـــدهـــرُ ســـهـــامَــه أتَّـــــقــــيـــــــهـــــــــا بـــــــفـــــــؤادي
واسـلـمـي فـي كــل حــيـن ...