الجمعة 5 يوليو 2024

في ذكرى وفاته.. لماذا كان يوقع غسان كنفاني مقالته بأسماء مستعارة؟

8-7-2017 | 17:23

منذ أيام قليلة ظهر كتاب لا يحمل اسم مؤلفه، الأمر الذي أثار جدلا كبيرا، ودفعنا إلى التساؤل عن السبب الذي يجعل الكاتب يخفي اسمه خاصة وإن كان يتحدث عن إنجازات الرئيس.

فكان من الأسباب التي تجعل الكتاب يلجؤون إلى إخفاء أسمائهم هو الهروب من ملاحقة السلطة لهم أو تناولهم لقضايا اجتماعية شائكة قد تعرضهم للمساءلة القانونية أو الاضطهاد المجتمعي.
الكاتب الكبير غسان كنفاني كان يلجا أيضا إلى إخفاء اسمه في بعض الأحيان، والبعض الآخر لأسماء مستعارة، من بينها "فارس فارس، غيث، غسان كنج ... وغيرها الكثير”.

ويذكر الكاتب أحمد دحبور في مقال له بعنوان "غسان كنفاني ..خواطر في ذكراه " في العدد رقم 186 من مجلة المعرفة السبب في ذالك على لسان غسان قائلا "إن الفلسطيني مصاب بعقدة الأمان دائما، نحن الآن لدينا بنادق وثياب مموهة وحضور سياسي كبير وهذا إنجاز عظيم للثورة، لكن شيئا ما يقول لنا انتبهوا: طبعا، أنا عندما أوقع باسم مستعار لا أتنكر لما أكتب، بل إن ما أكتبه باسم مستعار هو الأقل خطرا وخطورة، كما أن الكثيرين يعرفون أن هذه الأسماء المستعارة هي لي".

 ويضيف: "المسألة مسألة بحث عن الأمان بالمعنى الإجرائي للكلمة، لكنها مسألة .. سمها رمزية إن شئت، أطرحها على نفسي ولا ألزم غيري بها، وهذا عامل ذاتي آخر، فانا أدخل معركة الحياة بوجوهها كلها، ولهذا أفصل لها مني شخصيات متعددة، لكنها ليست متناقضة”.
من ضمن المواقف الطريفة التي ذكرها الكاتب أحمد دحبور في مقاله "غسان كنفاني .. خواطر في ذكراه" أنه عندما دخل عليه يحمل في يده مجموعة قصائد نثرية لشاعر عربي معروف، قال له غسان "أعرفك تقرأ رواياتي وقصصي، وكتباتي السياسية لعلك تعترض عليها، أما ماذا عن شعري، فها أنت تقرأ شعري أخيرا، فقال له دحبور لكن اسمك على ما أعلم غسان كنفاني وهو غير موجود على الغلاف”.
فأمسك غسان المجموعة ونظر إليها بتساذج لطيف، وقال: نعم.. اسمي ليس موجودا عليها، لكن ماذا عن الشعر؟”
وأخرج غسان ملفا من أعداد قديمة لمجلة الأنوار وأخرج قصيدة له كان قد وقعها باسم "فارس فارس" وقال له: “انظر إلى الصفحة كذا من المجموعة التي تحملها، وبقليل من المقارنة اتضح له حجم التطابق، ما دفع دحبور إلى أن يسأله وماذا تفعل حيال هذا السطو الذي يمارس ضدك؟”
فقال غسان: لا شيء طبعا.. فبالنسبة لي لا أطرح نفسي شاعرا، لكني أردت أن ترى حقيقة بعض النجوم الثقافية في عالمنا العربي”.