تستضيف مكتبة البلد، في تمام السابعة من مساء اليوم الثلاثاء، حفل توقيع ومناقشة رواية «تماثيل الجان» للكاتبة سمر نور، ويناقشها كلا من: «الناقدة الدكتورة لنا عبدالرحمن، والكاتب شعبان يوسف»، ويدير الحوار الناقد سيد محمود.
وتدور الرواية حول "دنيا" التي تعمل يوتيوبر في مجال ألعاب الفيديو جيمز، وتحلم أن تكون مُصمِّمةً لتلك الألعاب، وترتبط بكُتُب التراث، وكذلك بعلم الآثار، والفنون التشكيلية، فتُسقِط كلَّ ذلك على عُمَر والجِنِّي.
وتبدأ الأحداث من عالم أسطوري مُستَلهَم من كُتُب التراث وألعاب الفيديو والواقع المُعاش، حيث يتبادل الحكي: بطلٌ مهزوم يبحث عن حبيبته، التي ترَكَته مريضًا بمرض غامض، ومخلوقٍ سَكَن الأرضَ قبل البشر، يبحث عن مولاته، التي منحته أسطورةَ وجوده.
"دنيا" المختفية والمروي عنها هي الرابط بين "عمر منصور الخواجة" وبين "جِنِّيِّ التماثيل"، وتتوازى حكايات عائلة دنيا مع حكايات عائلة عمر، عبر واقع يستدعي حكايات الماضي والمستقبل لتتفتَّح مسامُّ الكون على أسئلةٍ لا تنتهي، منذ نشأة الأرض، إلى زوالها.
ومن مقاطع الرواية: "أصبحتُ ألعب ألعاب دنيا المفضَّلة، كانت تتفاعل معها بحماسٍ يتجاوز تفاعُلَها مع الحياة ذاتها، تراها تَجاوُزًا لهشاشة الواقع، نزعًا لقشرته الواهية، نفاذًا إلى طبقاتٍ أعمق لا نعرفها، لم يكن الأمر في البداية بالنسبة إليَّ سوى محاولة لتفريغ جمجمتي من قرع الأفكار وتَخبُّطها، مجرَّد تمرير للوقت، لكنها عند دنيا تتجاوَزُ هذا بكثير، كأنها شغفها الوحيد في الحياة، كنتُ أميل أكثر لألعاب الڤيديو التنافُسيَّة، حيث يمكنني أن أصارع وحوشًا لتهزمني وأهزمها، مستويات عديدة من اللعبة تسمح بذلك، وحين تنتهي اللعبة أشتاق للوحش الذي صارَعتُه، الذي حقَّق موتُه الانتصارَ لي، لكني مع ذلك أحزن، وأودِّعه كما يليق بصديق. هذا التطهُّر الذي حدث عبر مراحل اللعبة، وهزيمته لي لأكثر من مستوى، جعلني أحترمه، لو أن هناك جنازة تليق به؛ لَسِرتُ وراءه، وألقيت كلمةً أُمجِّد فيها سيرته العَطِرة".