الجمعة 17 مايو 2024

الأم المثالية بالتمكين الاقتصادي.. «الخياطة» أعانتها على تربية أولادها وتوزع ملابس على الأيتام سنويا

السيدة شادية حسين راشد

تحقيقات22-3-2022 | 13:58

أماني محمد

قصة كفاح سطرتها السيدة شادية حسين راشد من محافظة قنا بدءا من زواجها بأحد مجندي القوات المسلحة خلال الفترة ما قبل حرب أكتوبر 1973 لتسانده في مسئوليته من خلال حرفتها اليدوية و"ماكينة الخياطة"، وتستمر في هذه المهمة بعد وفاته منذ نحو 22 عاما لتكمل هي رعاية أبنائها وتنجح معهم في الحصول على مؤهلات عليا والتفوق في حياتهم بجانب العمل الخيري الذي تقوم به، لتصبح الأم المثالية في التمكين الاقتصادي في مسابقة الأمهات المثاليات 2022.

تزوجت شادية حسين راشد –صاحبة الـ71 عاما- منذ عام 1971، حيث كان زوجها في الجيش آنذاك حيث شارك في حرب 1967 وحرب أكتوبر 1973، موضحة أن زوجها توفى عام 2000 منذ 22 عاما تاركا ابنتيّن وولد، الكبرى توفت منذ 8 أشهر تقريبا والصغرى عبير مديرة في مدرسة وولدها محمد محاسب في إحدى الشركات الخاصة.

وأوضحت أنها في حياة زوجي الراحل كانت تعمل حيث عملت بالخياطة، وبعد وفاته ضاعفت الشغل حتى توفي المسئوليات التي فوق كاهلها، مؤكدة أنه حتى بعد زواج أولادها وتحسن الظروف أيضا لم تتوقف عن العمل، بل أنها تعمل على تخصيص مبلغ مالي لتفصيل ملابس للأيتام كل عام.

وقالت: "في رمضان أشتري قماشا جديدا وأقوم بتفصيله وخياطة فساتين جميلة وأنيقة وأقوم بكيها وتغليفها مثل الفساتين الجديدة في المحال وتوزيعه على الأيتام بالمجان، فمنذ يوم 25 رمضان وحتى آخر الشهر الكريم أوزع الملابس على الأيتام، البعض يأتي إليّ للحصول على قطع الملابس والبعض أذهب إليهم بنفسي لتسليمهم الملابس" .

في عام 2010 فازت شادية راشد في المسابقة وحصلت على لقب الأم المثالية الثانية في محافظة قنا، موضحة أنها تقدمت هذا العام بالمسابقة بعدما أخبرتها إحدى معارفها عن المسابقة، موضحة "سألتني عن رغبتي في التقديم فيها مرة ثانية وخاصة أنه مر نحو 12 عاما على المرة الأولى، وأخبرتني بالأوراق المطلوبة وقدمتها لها ثم قدمت لي في المسابقة".

ووصفت شعورها بعد فوزها، فقالت: "الفوز هو فرحة لا فرحة بعدها، ابني من أبلغني بالفوز وهو اتصل بي بعد تلقيه الاتصال من وزارة التضامن"، مؤكدة أن "الجائزة هي تقدير لتعبي ومجهودي عبر السنوات، كنت أفرح بذلك المجهود وأنسى أي تعب عندما أجد أحدا من أولادي ناجحا ومن الأوائل وأشعر أن ذلك التعب لم يذهب هباءا وهذا الجائزة جعلتني أشعر أن الله كافئني"، معربة عن سعادتها باللقاء والتكريم من الرئيس عبد الفتاح السيسي غدا.

 

"الجائزة تكريم من الله"

وقالت ابنتها عبير حمدي أن "والدتي عندما تزوجت والدي كان مجندا في القوات المسلحة وشارك في حرب 1967 وكذلك حرب 1973 وكانت تساعده وتعمل في صناعة المشغولات اليدوية وعملت مدربة في نادي الفتيات التابع للشئون الاجتماعية وكانت تدرب المشاركين في الخياطة، وبعد وفاة والدي عام 2000 كنت أنتظر نتيجة الليسانس وأخي كان في الأولى الإعدادي".

وتابعت: "اشتغلت والدتي بجانب معاش أبي وكافحت لتربيتنا، حتى تخرجت أنا وكنت من العشر الأوائل في دفعتي وأصبحت مديرة مدرسة، وحصلت على المركز الأول كمدير مثالي في محافظة قنا،"، موضحة أنه توفت شقيقتها الكبرى في حادث قبل 8 أشهر والجائزة هي تكريم من الله وتعويض عن الألم الذي عاشته والدتها خلال الأشهر الماضية.