الجمعة 5 يوليو 2024

حادث اللوفر الإرهابى «مخطط»!

8-2-2017 | 09:55

بقلم –  فريدة الشوباشى

فى الوقت الذى أقدم فيه الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب على توقيع عقوبة «جماعية» ضد رعايا سبع دول، أغلبيتهم من المسلمين، تتمثل فى منعهم من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، بدعوى حمايتها من الإرهاب، حاول شاب، يدعى عبد الله رضا رفاعى ويبدو حسب المؤشرات الأولية أنه مصرى الجنسية، اقتحام متحف اللوفر الفرنسي، فى قلب العاصمة الفرنسية باريس، وأصاب أحد أفراد الحرس وهو يصرخ «الله اكبر».. وكأن السيد عبد الله قد قام بفعلته النكراء لدعم خطوة ترامب الأقرب إلى الفاشية..

 

لقد احتل حادث اللوفر مساحات واسعة من الصحافة الفرنسية وكذلك من الصحافة العالمية، والتى لفت بعضها الانتباه، إلى تزامن هتاف الله أكبر مع جرائم الذبح والتفجير التى يرتكبها أعضاء التنظيمات الإرهابية وفى المقدمة منها تنظيم داعش. والذى ينتمى الرجل إليه على الأرجح حيث استهدف صرحا حضاريا، هو متحف اللوفر، لأنهم يعادون كل ما يمت للحضارة بصلة، وعلى أساس أن شرط قيام «الدولة الإسلامية» هو إشاعة الخراب والدمار والقضاء على معالم أى حضارة إنسانية كانت..والواضح جدا، أن محاولة الاعتداء على اللوفر تشكل دعما كبيرا لموقف ترامب، بل وتصب فى قناة تصريحاته بصدد «خطورة المسلمين على الإنسانية !!»..

وكنت قد سبق ونبهت إلى الترابط بين جرائم حركات الإسلام السياسى وبين مخطط تشويه الإسلام وإلصاق الإرهاب به، وأن هتاف «الله أكبر» مع كل عمل وحشي، وتراكم مشاهد الإرهاب المفزعة، مثل منظر الرجل الذى كان يأكل كبد جندى سورى ويصرخ مع كل قضمة من كبد الرجل «الله أكبر»، أو هذا الذى يُكبٓر وهو يذبح ضحاياه من الأسرى، كل ذلك بقدر ما يصيب المشاهدين بالفزع وكذلك بالإشمئزاز، قد يكون مبررا لجهة ما، تمهيدا لإبادتنا، وساعتها سيقف العالم كله مكبرا وحامدا لمن قام بإفنائنا بصفتنا وباء يهدد البشرية..لذا أظن أن سلبيتنا، دولا ومؤسسات دينية، لا يمكن قبولها ولا تبريرها بحجة أن هؤلاء ينطقون بشهادة: لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله !!!..بينما الصحيح فى hعتقادى أنهم يهدرون واحدا من أهم وأعظم تعاليم الدين الإسلامى الحنيف، وهو حرية الاعتقاد والعقيدة بصورة أكيدة ومطلقة، بآيات بينات، شديدة الوضوح، لكم دينكم ولى دين، ولا إكراه فى الدين، بل تتجسد قمة الحرية بقوله تعالى «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»..ولست هنا فى وارد سرد كل العوامل التى أدت إلى تشويه صورة الإسلام، ولكنى لدى شبه يقين، بأن من يقترفون جرائمهم المرعبة باسم الإسلام إنما هم أدوات لقوى وحركات معادية للإسلام والمسلمين لو أنها أنفقت مليارات المليارات، ماكان باستطاعتها الإضرار بالإسلام وصورته، كما فعلت هذه الحركات..ويصعب على المرء ألا يتوقف أمام ظاهرة بروز تنظيم داعش الإرهابى فجأة، فى جميع أنحاء الوطن العربى تقريبا، فى نفس الوقت تقريبا، وإشاعة الخراب والدمار أينما حلٓ، وكأن نموذج «الدولة الإسلامية» هى ما نشاهده وشاهدناه، خاصة فى سوريا والعراق وليبيا، يصعب أن نصدق أن هذا كله، أمر عفوى وليس تخطيطا محكما، يسمح لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بطلب المزيد من السلاح والمعونات المالية، وتحدى الحقوق الفلسطينية والقانون الدولى، بالتوسع الاستيطانى بوتيرة هيستيرية، بدعوى «الخوف!!» من الإرهاب الإسلامي، ويسمح للرئيس الأمريكى باتخاذ إجراءات فاشية بامتياز، بدعوى «درء الأعمال الإرهابية الإسلامية!!»، وبطبيعة الحال، تفريغ خزائن العرب لشراء أسلحة أمريكية، لمواجهة الإرهابيين..ومما يبعث على الضحك وإن كان ضحكا كالبكاء، أن واشنطن كانت وراء تمويل دول نفطية خليجية للتنظيمات الإسلامية وأولها داعش، وهى التى تبيع لهذه الدول السلاح، لمحاربة داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى. أن عالمنا العربى فى حاجة ملحة لمواجهة خطر التعميم، باعتبار «كل «المسلمين إرهابيين»، بينما لم يعان من الإرهاب، أحد، مثلما عانى ويعانى العرب، من المحيط إلى الخليج.. ومن حقنا أن نطالب من دعموا الإرهاب بالتكفير عن خطاياهم.