قال سكرتير عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرج، اليوم /الخميس/ إن قادة الحلف وافقوا في قمتهم المنعقدة اليوم على إعادة ترتيب قدرات الدفاع والردع الخاصة بالحلف على المدى الطويل لمواجهة الواقع الأمني الجديد، في إشارة للأوضاع الأخيرة المتعلقة بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأوضح شتولتنبرج - في مؤتمر صحفي أذاعته شبكة (سي إن إن) الأمريكية - أنه سيتم العمل برا وبحرا وجوا، إذ سيتم نشر قوات برية أكثر ووضعها في حالة تأهب في الجانب الشرقي من الحلف وتوفير المزيد من المعدات والمؤن، فيما سيتم نشر المزيد من الطائرات وتعزيز الدفاعات الجوية والصاروخية، بالإضافة إلى وجود غواصات وأعداد كبيرة من السفن القتالية على نحو مستمر.
وتابع: "سنقوي دفاعاتنا ونعزز تدريباتنا التي تركز على الدفاع الجمعي"، مشيرًا إلى أنه سيتم الاتفاق على المزيد من التفاصيل بهذا الشأن في قمة الحلف المقبلة في مدريد والمقررة في يونيو المقبل.
وأشار شتولتنبرج إلى تبدل البيئة الأمنية لحلف ناتو منذ بداية العملية العسكرية، مضيفًا أنه يجرب التجاوب، لكن ستكون له تكلفة أعلى، لذا اتفق قادة الناتو على مضاعفة الجهود للوفاء بتعهد الانفاق الدفاعي الذي اتخذوه في 2014، وسيقدمون خططًا إضافية حول إمكانية تنفيذ ذلك في القمة المقبلة في يونيو.
وأضاف سكرتير عام الحلف أن القادة اتفقوا على نشر أربع مجموعات قتالية جديدة في بلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا، بالإضافة إلى زيادة الدعم لكل "الشركاء الواقعين تحت خطر تهديدات وتدخلات روسيا من بينها جورجيا والبوسنة والهرسك".
واتفق القادة - أيضًا - على مد أوكرانيا بمعدات عسكرية؛ من بينها أنظمة مضادة للدبابات وأنظمة دفاع جوي وطائرات دون طيار ومساعدات مالية وإنسانية، بالإضافة إلى المساعدة في مجال الأمن الإلكتروني وتحقيق الحماية ضد التهديدات الكيماوية والبيولوجية والنووية والإشعاعية وتشمل معدات رصد وحماية ومساعدات طبية وتدريب على إزالة التلوث وإدارة الأزمات.
وأضاف شتولتنبرج أن "القادة ناقشوا دور الصين في الأزمة وطالبوها بالامتناع عن دعم جهود روسيا العسكرية سواء اقتصاديًا أو عسكريًا، والانضمام لجهود الدفع لحل سلمي فوري. وأكدوا ضرورة تخلي بيلاروسيا عن دورها المساعد في هذه الجهود".
وتابع أن القادة أكدوا اليوم التزامهم القوي بسياسة الباب المفتوح للناتو، مشيرًا إلى أن توسيع الناتو كان نجاحًا تاريخيًا ونشر الديمقراطية والحرية والرخاء بأنحاء أوروبا.
وأضاف: "عازمون على القيام بكل ما نستطيع لدعم أوكرانيا ونرحب بعروض المساعدة التي قدمها الحلفاء اليوم... في الوقت نفسه علينا مسؤولية ضمان عدم تصعد الصراع ما سيكون أكثر خطورة وتدميرًا".
أمريكيا، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، اليوم، إن الحلفاء الغربيين يسعون للتنسيق لإحباط محاولة روسيا التحايل على العقوبات. وأشار سوليفان - وفقا
لقناة (الحرة) الإخبارية - إلى أنه من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة عن مجموعة جديدة من العقوبات تشمل شخصيات سياسية ممولة من روسيا.
من ناحية أخرى، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الحكومة الروسية لا ترغب في التفاوض وتريد عزل أوكرانيا بحرا.
وتابع بوريل - في تصريح نقلته شبكة (سكاي نيوز) البريطانية اليوم - إن "روسيا تريد تطويق الساحل إلى الحدود مع مولدوفا وعزل أوكرانيا عن البحر. إنها تريد التفاوض بجدية فقط عندما تكون قد حصلت على موقع قوة".