أعلنت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الإثنين، أن بلادها مضطرة لاتخاذ تدابير للرد على طرد الدبلوماسيين الروس من مقدونيا الشمالية؛ مشيرة إلى أنه بهذه الخطوة غير الودية، فإن سكوبي تضحي بسيادتها.
وقالت زاخاروفا - في بيان أوردته وكالة /سبوتنيك/ الروسية-: "إن هذه الخطوة غير الودية هي استمرار للمسار الذي اتخذته سلطات مقدونيا الشمالية قبل أسابيع قليلة نحو التدمير السريع للعلاقات الثنائية مع روسيا".
وأضافت: "من خلال الانضمام إلى الهستيريا المعادية للروس التي أطلقها الغرب، أعادت سكوبي تأكيد استعدادها للتضحية بالسيادة دون تفكير واتخاذ قرارات تتعارض مع المشاعر العامة وتتعارض مع المصالح الوطنية الأساسية. سنضطر لاتخاذ تدابير للرد على ذلك".
وسلمت وزارة خارجية مقدونيا الشمالية، اليوم الإثنين، السفير الروسي سيرغي بازدينكين، مذكرة تعتبر خمسة دبلوماسيين روس في البلاد أشخاصاً غير مرغوب بهم.
وتأتي هذه الإجراءات بينما تتواصل العملية العسكرية الروسية الخاصة، التي بدأت في 24 فبراير الماضي، في أوكرانيا، بحسب موسكو، لنزع سلاح كييف والقضاء على المجموعات النازية والقومية المتطرفة فيها وإلزام البلاد بصفة الحياد.
ومن جهة أخرى، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيجوف، اليوم الإثنين، أن آلية الدفع بالروبل مقابل الغاز الروسي ستتضح الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن تخلي أوروبا عن مصادر الطاقة الروسية سيكون بمثابة الانتحار.
وقال تشيجوف - في تصريحات أوردتها وكالة /سبوتنيك/ الروسية-: "أعتقد أنه في الأيام المقبلة سيتم توضيح آلية هذه الحسابات وتصبح جاهزة للإعلان ومنحهم الفرصة لمعرفة ذلك. لا أرى وضعا حرجا هنا، التخلي عن مصادر الطاقة الروسية، على ما أعتقد، سيكون نوعا من الانتحار في هذه المرحلة لدول الاتحاد الأوروبي".
وأشار تشيجوف إلى أن الاتحاد الأوروبي غير مستعد للتخلي عن مصادر الطاقة الروسية، وأن رد الفعل الأوروبي تجاه تحويل المدفوعات إلى الروبل كان "أوليا" و"عاطفيا".
ووفقا له، فإن تحويل مدفوعات الغاز إلى الروبل كان بمثابة صدمة "مؤكدة" لأوروبا، فقد أدى إلى تثبيط عزيمة السياسيين الأوروبيين وشركات الطاقة على حد سواء.
ومن ناحية أخرى، نفى المتحدث باسم الرئاسة الروسية "الكرملين" دميتري بيسكوف، اليوم الإثنين، الشائعات بشأن احتمال قيام السلطات الروسية بتأميم ممتلكات وشركات رجال الأعمال الروس، واصفًا إياها بـ "الكاذبة".
وقال بيسكوف، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، ردًا على سؤال في هذا الشأن: "هذه حماقة أخرى، تنتشر بالطبع كشائعة، إنها معلومات كاذبة تمامًا. لذلك، هناك حاجة إلى الحفاظ على يقظة العقل وعدم التجاوب مع هذه الأفكار".
ووُردت تقارير، في وقت سابق، على خلفية تعليقات كبار رجال الأعمال الروس، حول إمكانية تأميم ليس فقط الممتلكات الأجنبية، ولكن أيضًا ممتلكات وشركات رجال الأعمال الروس.
وحذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، في وقت سابق، من أن موسكو سترد بالمثل على تجميد أصول روسية بالخارج، وستجمد أصول مواطنين أجانب وشركات أجنبية في روسيا.
وتبنت الدول الغربية، على مدار الفترة الماضية، حزمة عقوبات اقتصادية صارمة ضد روسيا، في محاولة للضغط على موسكو لوقف العملية العسكرية، التي بدأتها في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، لحماية سكان جمهوريتي لوجانسك ودونيتسك الشعبيتين، المعترف بهما من قبل روسيا، بحسب موسكو.