ذكرت صحيفة (الأهرام) أن الجولة الأخيرة، التي قام بها رئيس مجلس الوزراء دكتور مصطفى مدبولي، وتفقد خلالها أعمال ترميم وتطوير مسجد عمرو بن العاص، ومشروع حدائق الفسطاط، كشفت عن معان كثيرة، بشأن ما يجرى على أرض مصر، الذي يتم وفق رؤية أشمل، تستهدف استعادة الوجه الحضاري، والبصمة الجمالية للقاهرة، ومصر عموما، بما يعزز الرؤية التنموية للدولة الهادفة إلى زيادة الموارد، وذلك هو نهج القيادة المصرية، التي تحرص على أن تتم كل المشروعات وفق تخطيط، وبمستوى عالمي، بما يزيل التشوهات، ويضيف بصمة محلية، تعيد الأماكن إلى رونقها، وحالتها الأصلية.
وأوضحت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم الثلاثاء تحت عنوان (حدائق الفسطاط كمشروع تنموي) - أنه ولفترة طويلة من التطور العمراني المصري، ومع الزيادة السكانية الهائلة، اتجه الاهتمام إلى تلبية الاحتياجات من الطلب على الإنشاءات والمباني، فنشأت الأبنية الخرسانية الصماء، وفي ظل نقص الموارد لم يول الاهتمام الكافي لأن يتم ذلك وفق رؤى جمالية، وحضارية لمستقبل الأماكن، أو وفق رؤية للمشروع التنموي للدولة، فنشأت العشوائيات والضواحي على هوامش المدن، التي أصبحت فيما بعد عبئا على جهود التنمية.
وذكرت الصحيفة أن الدولة لا تعمل الآن على استعادة الأصول والأماكن لروحها الأثرية وعبقها التاريخي إحياء لقيم الجمال فقط، أو كإصلاحات وترميمات منفصلة دون ارتباط بالرؤية التنموية الأشمل، وإنما يمتزج كل ذلك في نسيج واحد، يعبر عنه أفضل تعبير الترميم الجاري لمسجد عمرو بن العاص التاريخي، الواقع بمدينة الفسطاط في حي مصر القديمة، الذي يشرف على ترميمه خبراء وزارة الآثار، حيث يجرى التطوير والترميم للمسجد في إطار رؤية أشمل لمشروع حدائق الفسطاط، الذي يجرى هو الآخر في إطار الرؤية الأشمل للدولة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تطوير مسجد عمرو يمثل المدخل الرئيسي لمشروع حدائق الفسطاط، الذي يقع في قلب القاهرة على مساحة تقترب من 600 فدان، ويمثل حلقة ربط بين عديد من المناطق الأثرية والمركزية، مثل: مجمع الأديان، ومتحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة، والكنيسة المعلقة، ويتيح التواصل البصري مع أهرامات الجيزة، وقلعة صلاح الدين، ومآذن القاهرة، ويتوقع لهذا المشروع أن يكون المتنفس الأكبر للقاهرة، بإسهامه في زيادة المساحات الخضراء، والأنشطة الترفيهية، وبما يجعلها مصدر جذب سياحي، ومقصدا إقليميا، وعالميا، وكل ذلك يقدم خدمة للمواطنين ويوفر فرص عمل في المحلات والمطاعم، والأسواق، والفنادق، والحدائق التراثية، والصناعات التقليدية الخاصة بالمنطقة، وهذا هو أهم ما يميز الفكر الراهن للدولة المصرية.