لجأت بعض الدول لمنح جرعة رابعة من لقاح كورونا وذلك للفئات العمرية الأكبر من 50 عامًا، منها الولايات المتحدة الأمريكية حيث تستعد إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة لإقرار جرعة معززة ثانية من لقاح كورونا لأي شخص يبلغ من العمر 50 عامًا أو أكثر، وذلك بهدف توفير حماية إضافية من انتقال إحدى سلالات أوميكرون الفرعية إلى الولايات المتحدة.

فيما أكد أطباء مناعة وخبراء فيروسات أن هذه الخطوة لا تعني تعميم فكرة الجرعة الرابعة من اللقاح للأشخاص، موضحين أن الأمر لا يزال قيد الدراسة لمعرفة المدى الزمني لاستمرار الأجسام المضادة التي تتكون نتيجة الجرعة التنشيطية الثالثة داخل الجسم.

وعن الوضع الوبائي لكورونا في مصر أكد أطباء أن الأمور تسير باتجاه جيد مع ضرورة اتباع العديد من الإجراءات الوقائية أثناء شهر رمضان المبارك، موضحين أنه يمكن للصيف المقبل أن يكون موعد نهاية فيروس كورونا في حالة عدم ظهور طفرات جديدة تزيد من انتشار الفيروس.

أعلن وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانتسا أن الوكالات الأوروبية تبحث في هذه الساعات إمكانية منح الجرعة الرابعة للقاح المضاد لوباء كوفيد 19، قائلًا إن قرار إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بشأن إعطاء الجرعة الرابعة من اللقاح المضاد لكوفيد لمن هم فوق سن الـ50 هو رأي نحترمه.

 

موعد نهاية كورونا

وفي هذا السياق، قال الدكتور فايد عطية، أستاذ مساعد الفيروسات الطبية والمناعة، إن منح الجرعة الرابعة من لقاح كورونا هو أمر لا يزال قيد التعميم والانتشار في بعض الدول.

موضحًا أن هذه الجرعة تحمل أهمية في حالة ظهور تحورات جديدة للفيروس، أما في حالة عدم وجود أية تحورات أو طفرات تؤدي لانتشار الفيروس بشكل كبير فلا داعي أو ضرورة لها.

وأوضح عطية، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن إمكانية تعميم منح الجرعة الرابعة من لقاح كورونا في مصر تتوقف على ظروف الوباء، وفي حالة عودة الانتشار مرة أخرى بالتأكيد سيتم تعميم هذه الجرعة على العالم ومنها مصر كما حدث بشأن تعميم الجرعة التنشيطية أو الجرعة الثالثة التي أقرتها مصر لكل الفئات لمن أمضي 6 أشهر على الجرعة الثانية والاستثناءات في هذا الشأن.

ولفت إلى أن فكرة منح لقاح كورونا بشكل دوري كل عام كما يحدث في لقاح الإنفلونزا الموسمية، تتوقف على أن يتحول فيروس كورونا إلى فيروس موسمي وموجود باستمرار كما حدث في الإنفلونزا، مؤكدًا أن هذا الأمر لم يتأكد حتى الآن ويحتاج إلى المزيد من الدراسات والأبحاث لمعرفة إمكانية ذلك.

وأشار إلى أنه بناء على حالات الإصابات الحالية بفيروس كورونا محليا وعلميًا وتعامل الدول مع الوباء والإجراءات، فمن الممكن أن يصبح فيروس كورونا إلى انتهاء قريب ومن المحتمل أنه مع نهاية فصل الصيف لهذا العام أن تنتهي الجائحة ولم يعد هناك فيروس كورونا من الأساس، مشددًا على أن هذا سيكون واردًا في حالة عدم ظهور تحورات عنيفة للفيروس تؤدي إلى انتشار كبير كما حدث مع الطفرات السابقة.

الإجراءات المطلوبة في رمضان

ومن جانبه، قال الدكتور أشرف عقبة، رئيس أقسام الباطنة بجامعة عين شمس، إن لجوء بعض الدول إلى منح الجرعة الرابعة من لقاح كورونا لا يعني أن تلك الجرعة ستصبح معممة، فالأمر سيتم التأكد منه بعد الانتهاء من الدراسات التي تجري حاليًا لدراسة المناعة التي تحدثها الجرعة الثالثة من اللقاح ومدة بقاء الأجسام المضادة التي تخلقها داخل الجسم.

وأوضح عقبة في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه لا يمكن لأحد أن يقر إذا كانت الجرعة الرابعة من اللقاح ستصبح إلزامية أو لا إلا بعد ظهور نتائج الدراسات التي تدرس نتيجة استخدام الجرعة الثالثة ومدة الأجسام المضادة التي تكونها، مضيفا أن لجوء بعض الدول لمنح الجرعة الرابعة من اللقاح قد يكون نتيجة انتشار الوباء بشكل كبير لديها أو إقرارها لكبار السن وأصحاب نقص المناعة.

وأشار إلى أنه في تلك الحالات يتم منح هؤلاء الأشخاص الجرعة الرابعة لكنها غير معممة لكل المواطنين، موضحا أن وضع وباء كورونا في مصر الآن مطمئن، فمعدلات تطعيم المواطنين تسير بشكل جيد وتجاوزت حاجز الـ50% من المستهدفين بلقاح كورونا، وكل ما هو مطلوب التزام الحذر خلال الفترة المقبلة في ظل التجمعات في شهر رمضان المبارك.

وشدد على أهمية الالتزام بأساليب الوقاية والإجراءات الاحترازية وعدم التواجد في الأماكن المغلقة بشكل مكثف إلا بعد ارتداء الكمامة وغسل الأيدي، وهو أمر أصبح عادة لدى كثير من المواطنين للوقاية من الإصابة بالعدوى بالمكيروبات والفيروسات عامة وليس فيروس كورونا فقط.