شهدت الندوة التي نظمتها جامعة الدول العربية اليوم تحت عنوان "دعم حقوق الأسرى في مواجهة الانتهاكات والتنكيل الإسرائيلي" شهادات حية من الأسرى والمحررين الفلسطينيين ؛ وذلك بمناسبة إحياء "اليوم العربي للأسير الفلسطيني" الذي يوافق 17 أبريل من كل عام باعتباره يوماً عربياً وعالمياً.
وقدم والد الأسير محمد الحلبي ،صاحب أطول سلسلة محاكمة في سجون الإحتلال الإسرائيلي، والذي اعتقل لاتهامه بمساعدة أهل الأسرى حيث كان يعمل مديرا لمؤسسة إنسانية ؛ وفقد 20 كيلو جرامامن وزنه خلال حجزه في سجن عسقلان لمدة 53 يوما ؛ كما فقد 50 %من قدرته على السمع بسبب التعذيب،شهادة حية ،أمام الندوه، قائلا إن" ابنه الأسير عرض على 168 محمكة إسرائيلية وهى أطول محكمة في التاريخ" ؛ مؤكدا أن اسرائيل تريد اغتيال العمل الإنساني في دولة فلسطين من خلال اعتقال القائمين على هذا العمل .
وبدوره، قدم الأسير المحرر عصام بكر الناشط في قضايا الأسرى شهادة حية أمام الندوة ،أكد فيها أنه تعرض للتعذيب لمدة عامين بأساليب وحشية خلال الاعتقال في أماكن التحقيق بدولة الإحتلال الإسرائيلي ،موضحا أنه اعتقل في 2 إبريل عام 1984 عشية إحياء ذكري "يوم الأرض" بتهمة إلقاء زجاجات حارقة على قوات الإحتلال وتم سجنه في سجن الفرع الذي تحول بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية إلى صرح تعليمي وأصبح الآن أكاديمية وطنية فلسطينية.
ومن جانبه، قدم عزيز العصا الباحث في التراث المقدسي بمعهد القدس للدراسات والأبحاث ورقة علمية حول أدب الأسرى تحت عنوان " السجان شرس …والتعذيب بلا حدود " تضمنت عددا من المجالات في أدب الأسرى منها توثيق تجارب الأسيرات الفلسطينيات اللائي تعرضن لكل أنواع التعذيب .
وقدم مدير عام العلاقات العامة بهئية شؤون الأسرى والمحررين بدولة فلسطين جمال مكحل ورقة بعنوان " التعذيب والانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية " ، مؤكدا أن الأوضاع القاسية والتي تصاعدت في الآونة الأخيرة قد تؤدي إلى انفجار السجون خاصة وأن الأسرى يتشاورون لاتخاذ خطوات تصعيدية ضد إدارة السجون ،وأعلنت الحركة الوطنية الأسيرة أنها تخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام ابتداء من 25 مارس الجاري.
وأكد المشاركون في الندوة، أن انعقاد هذه الندوة يأتي تأكيداً على اهتمام جامعة الدول العربية بقضية الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال ودفاعها عن حقوقهم ودعمها لنضالاتهم .
كما أكدوا أن هناك مليون فلسطيني تم اعتقاله خلال سنوات الإحتلال الإسرائيلي .
وناقشت الندوة عدة محاور تناولت، أشكال الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الأسرى، كذلك الأسرى والقانون الدولي وأدب السجون والاعتقال الإداري وغيرها.
وشارك في الندوة ممثلون للدول الأعضاء لدى الجامعة ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين، وعدد من سفارات الدول الصديقة لفلسطين المعتمدين لدى مصر والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية ومؤسسات المجتمع المدني ونخبة من الشخصيات الاعتبارية المصرية والعربية من رجال القانون والأكاديميين والنواب والوزراء السابقين.
وأكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع شؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية السفير سعيد آبو على ،في مداخلة له أمام الندوة ،أن إحياء" اليوم العربي للأسير الفلسطيني" من خلال إقامة هذا الملتقى في الثلاثين من مارس قبيل شهر رمضان المبارك يتزامن مع نضالات الأسرى وصمودهم الأسطوري في وجه قمع وبطش السجان الإسرائيلي من جهة، وكذلك في ذكرى إحياء" يوم الأرض" المجيد الذي يحييه الشعب الفلسطيني في كل أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة وفي أرض48 في الجليل والمثلث والنقب دفاعاً عن عروبة الأرض وهويتها وعن الحق الفلسطيني الأزلي بها ومقاومة لمخططات واعتداءات سلطات الإحتلال الإسرائيلي.