الإثنين 6 مايو 2024

عز الدين نجيب: الفن بلا قضية عبث والفنان طليعة الثورة والتغيير

عز الدين نجيب: الفن بلا قضية عبث والفنان طليعة الثورة والتغيير

ثقافة30-3-2022 | 20:24

عبدالله مسعد

أكد الفنان التشكلي عز الدين نجيب، أن الفن بلا قضية عبث مهما كان المستوى، وأن الفنان بلا موقف واضح من قضايا وطنه لن يكون فنانًا حقيقيًا؛ لأن الفن كلمة ولوحة وثورة، وأن هذا لا يعني أن يقدم الفنان منشورًا سياسيًا في أعماله بل عليه أن يكون مبدعًا ذا موقف.

جاء ذلك في الندوة التكريمية التي نظمها جاليري ضي مساء أمس على هامش المعرض الاستعادي لأعمال عز الدين نجيب عبر مسيرته، التي بدأت  في العام 1962عقب تخرجه من كلية الفنون الجميلة.


وقال الفنان والناقد أنه حرص خلال تاريخه على ان يربط بين إبداعه وموقفه السياسي من دون أن يتورط في ارتكاب لوحة مباشرة أو دعائية، فهو يستلهم من القضايا جماليات تساند موقفه في المقاومة والحفاظ على الهوية التي يعدها منهجه الفني والجمالي كما هي موقفه السياسي.
 
الندوة التي شارك فيها كل من الفنان الدكتور رضا عبد السلام أستاذ التصوير في كلية الفنون الجميلة والنحات الدكتور طارق الكومي مدير متحف مختار والفنان والناقد سامي البلشي والناقد هشام قنديل،   استهلها الشاعر محمد حربي الذي أدار الحوار باقتباسات من مقولات كبار النقاد عن تجربة نجيب ثم اقتبس من كلمات عز الدين نفسه " ثورة اللون تجتاح عالم الوصف تختل الثوابت وتسقط الرايات في كل يوم تنهار حياة ويولد زيف فماذا بوسع الفنان أن يفعل؟.

وقال نجيب: لدي وجوه متعددة بين الرسم والنقد والعمل الثقافي والقصة والعمل السياسي، وهذا مثل لي مشكلات في مسيرتي، كنت أتمني أن أكون صاحب وجه واحد من تلك الوجوه لكن المسيرة مضت خلال 60 عامًا مارست فيها الفن وقاومت واليوم ترون 230 لوحة تمثل الجانب الأكبر من الرحلة ولا تغطي هذه اللوحات كل المسيرة لكنها تشير الي مراحلها الأساسية، والإبداع عندي لا يقاس بالكم وانما القيمة، وهذه الندوة واللقاء معكم مثل لي امتحانا  لقياس هذه القيمة، واتمني انها تكون لصالحي لا عليّ فلا يوجد كبير علي الفن، ومسيرة أي فنان قابلة للنقد والتحليل وحتي للإزاحة، وللزمان رأي مهم في تقييم العمل الفني حيث انه بعد سنوات يختلف الحكم علي العمل عما كان عليه الحكم في وقت إنتاج الشباب لهذه الأعمال وسنترك الحكم على قيمة أعمالي للزمن.


وتابع نجيب: واذا كان الزمن قد أخذ مني الكثير فقد أعطاني الاكثر، وأهم ما أعطاني في هذه المسيرة هي القدرة على المقاومة،  ففي كل وجه من وجوه نشاطي الفني والسياسي كانت هناك سدود وعثرات ونجاحات وثمن دفعته وتحقيق وعقاب وتدمير لمرسمي وتهميش ونفي من الوسط الثقافي لسنوات طويلة، لكني تعلمت من المسيرة أنه لن ينقصني إلا نفسي، ومقاومتي لم تكن للرفض والتدمير بل كانت للوقوف ضد السائد والمألوف والتحليق خارج السرب ولذلك كانت حصني ضد اليأس، وفضلت ان أمشي علي الجمر وأمسك الشوك، وكان لدي يقين من سن مبكرة أنه سيأتي يوم وأرى زهوري الصغيرة تكبر والسيقان الرفيعة تصبح أشجارا وأرجو ان يكون هذا الحلم قد تحقق ليس بالنسبة لي كشخص او كفنان ولكن كمشروع آمنت به طوال عمري، ان المثقف كلمة وثورة وان الموهوب يجب ان يكون في الطليعة ليس في المؤخرة كما يبدو الواقع الآن في حياتنا السياسية والثقافية.
 

Egypt Air