أكد الكاتب الصحفى سيباستيان مالابى في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الدول الغربية حتى الآن مازالت تحقق انتصارات اقتصادية ضد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بعد العقوبات الاقتصادية التى فرضها الغرب على روسيا فى أعقاب العملية العسكرية الروسية الحالية فى أوكرانيا.
ويضيف الكاتب أنه في الوقت الذي تستمر فيه الحرب فى أوكرانيا، فإن الدول الغربية مازالت تمارس ضغوطاً اقتصادية كبيرة على روسيا وتحقق نجاحات واضحة بعد فرض العقوبات الاقتصادية واسعة النطاق على الجانب الروسى.
ويشير الكاتب إلي أن محاولات روسيا لتجاوز آثار العقوبات الاقتصادية لم تأتى بالأثر المطلوب حتى الآن مؤكداً على سبيل المثال أن تجميد معظم النقد الأجنبى الروسى لدي الدول الغربية أصاب عصب الاقتصاد الروسى بالشلل حيث فقدت العملة الروسية - الروبل - ما يقرب من نصف قيمتها مقارنة بالدولار فى أول أسبوعين منذ بداية الحرب في أوكرانيا إلى جانب زيادة معدلات التضخم داخل روسيا إلى حوالى اثنين بالمائة أسبوعياً وفي حالة استمرار معدلات التضخم بهذه الوتيرة فإنه من المتوقع أن تصل معدلات التضخم إلى مستويات كارثية قد تصل إلى 175 بالمائة، هذا بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الواردات الروسية والنقص في بعض السلع.
ويضيف الكاتب أن استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا دفع ما يقرب من 500 شركة غربية إلى الانسحاب من السوق الروسية فى إشارة إلى فقدان الثقة في الاقتصاد الروسى، موضحاً أنه من الصعب استعادة تلك الثقة فى ظل استمرار فلاديمير بوتين على رأس السلطة فى روسيا.
ويقول الكاتب إن إحدى الحيل التى لجأت إليها موسكو للتخفيف من حدة الآثار الناجمة عن العقوبات الاقتصادية ورفع قيمة العملة المحلية التى فقدت ما يقرب من نصف قيمتها في عدة أيام هى اشتراط دفع قيمة صادراتها من الطاقة بالعملة الروسية الروبل في محاولة لدفع دولة مثل ألمانيا والدول الأخرى التى تستورد موارد الطاقة من روسيا إلى شراء الروبل وبالتالى تعزيز قيمته في سوق الصرافة إلا أن ألمانيا بدلاً من أن تستجيب للضغوط الروسية لشراء العملة الروسية قامت بترشيد استهلاكها من الطاقة فى محاولة لتخفيض اعتمادها علي الصادرات الروسية لتوفير احتياجاتها من موارد الطاقة.
إلا أن تلك الحيلة من جانب القيادة الروسية، كما يقول الكاتب، صادفتها عدة صعوبات من أهمها قيام البنك المركزى الروسى برفع معدل الفائدة مما جعل خبراء الاقتصاد يتوقعون معاناة الاقتصاد الروسى فى القريب العاجل من حالة كساد شديد.
ويختتم الكاتب مقاله معرباً عن اعتقاده أنه علي الرغم من نجاح العقوبات الاقتصادية التى فرضتها الدول الغربية على روسيا، إلا أن الغرب سيعانى من بعض الصعوبات في الأعوام القليلة القادمة بسبب الحرب فى أوكرانيا حيث أنه ليس من المتوقع أن تضع تلك الحرب أوزارها في القريب العاجل