عندما كان الراديو جزءًا أساسيًا من الروتين اليومي للأسرة المصرية، وكانت برامجه سببًا في تشكيل وعي الكثير من الأجيال، وكانت شاهدًا على مراحل هامة من تاريخ مصر، واشتركت في بعض الأوقات في صناعة تاريخ مصر والمنطقة بأكملها.. «هنا القاهرة» كانت أولي الكلمات التي انطلقت عبر الإذاعة المصرية عند افتتاحها في 31 مايو عام 1934، فأصبح هذا اليوم عيدًا للإذاعة المصرية، «ساعة لقلبك، كلمتين وبس، همسة عتاب، أبلة فضيلة، ربات البيوت، لغتنا الجميلة» والأغانى الصباحية والصور الغنائية ..الدندرمة وعوف الأصيل وألف ليلة وليلة.. أصوات أم كلثوم وعباس العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم والشيخ الباقوري ومحمد رفعت وغيرهم من العظماء في برامج وحوارات تمثل كنوز الإذاعة المصرية.
وتقدم بوابة دار الهلال خلال شهر رمضان الكريم، أحد تلك الكنوز الإذاعية، البرنامج الإذاعي قال الفيلسوف، وهو من تقديم «سعد الغزاوي - سميرة عبد العزيز»، وحلقة اليوم بعنوان «الجليس الصالح».
وتمثل الإذاعة منذ نهاية القرن 19 وسيلة إعلام هامة أكثر من أي وقت مضى، وقد بدأت تكنولوجيا الإذاعة تحت صيغة «البرق اللاسلكي» ويعود هذا الاختراع إلى اختراع تكنولوجيتي الهاتف والبرق، ومع مجيء التكنولوجيات الجديدة وتلاقي وسائل الإعلام المختلفة، أخذت الإذاعة بالتحول والانتقال إلى منصات بث جديدة، مثل الإنترنت ذات النطاق العريض، والهواتف الخلوية والصفائح الرقمية.
وتبقى الإذاعة ملائمة في العصر الرقمي بفضل الاتصال الدائم للناس عبر الحواسيب والأقمار الصناعية ووسائل التواصل المتحركة، كما أن الإذاعة تمثل دورًا هامًا في حالات الطوارئ، كما أنها إحدى الوسائل الأكثر توفيقًا لتوسيع الوصول إلى المعارف، وتعزيز حرية التعبير، وتشجيع الاحترام المتبادل والتفاهم ما بين الثقافات.
فما زالت الإذاعة الوسيلة الإعلامية الأكثر نشاطًا والأكثر تفاعلاً مع الناس والأكثر إشراكًا للجمهور، إذ تتكيف الإذاعة مع التغيرات التي نشهدها في القرن الحادي والعشرين، وتوفّر سُبلاً جديدة للتفاعل والمشاركة.