أعلن نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي (المجلس الأعلى للبرلمان) قسطنطين كوساتشوف أن حلف الناتو كان يقترب بشكل مستمر من "الخطوط الحمراء" الروسية وأصبح مصدرا للنزاعات والأزمات في العالم.
وقال كوساتشوف في حديثه لوكالة أنباء (تاس) الروسية عشية الذكرى السنوية لتأسيس حلف الناتو: "لقد أثبت القرن الحادي والعشرون أخيرا أن حلف الناتو ليس ضامنا لأمن أوروبا، ولكنه ضمان لمشاكل أمنها، وليس حلا، بل مصدرا للأزمات والصراعات، بتحريكه الستار الحديدي شرقا، الأمر الذي حذر منه السياسي الألماني البارز هانز ديتريخ جينشر. ولم يوسع الناتو مساحة الديمقراطية، بل اقترب بثبات من خطوطنا الحمراء".
وأضاف: "والآن، كما نرى، تألق، لكنه لم يتوصل إلى أي استنتاجات. فالإيمان الأعمى بقوته الخاصة واليقين بأنه دائما على الجانب الصحيح من التاريخ جعلا الحلف غير قادر على التفاوض. وربما يعد ذلك الاستنتاج الأكثر حزنا للذكرى السنوية الحالية لـ "ديناصور" الحرب الباردة".
واعتبر السيناتور التهاني بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الحلف غير ضرورية، لأنه هيهات أن يوجد هناك حلف آخر لعب "مثل هذا الدور المشؤوم" في تاريخ البشرية.
ومع ذلك، يعتقد أن هذا اليوم هو مناسبة جيدة للتذكير مرة أخرى بالمشاكل التي يؤدي إليها "استمرار وجود بقايا الحرب الباردة للعالم كله".
وذكر أن الأمين العام الأول لحلف الناتو، جاستينجس إيسمي، رأى هدف الناتو في إبقاء الولايات المتحدة في أوروبا والسيطرة على ألمانيا وإبقاء روسيا خارج أوروبا، وقال كوساتشوف: "كما نرى فقد تحقق ذلك في عام 2022 بنسبة 100%،
وقد سيطرت الولايات المتحدة على أوروبا بحيث لا يوجد أي أثر لاستقلالها ولا تزال ألمانيا تحت السيطرة الكاملة، والعلاقات مع روسيا مقطوعة".
وأوضح: " إن القصص المتعلقة بالطبيعة "الدفاعية" للحلف لا يؤمن بها أحد، إلا الشخص الذي يقرأ نشرات الناتو حصريا. لقد أنفقت الولايات المتحدة وحدها ما يقرب من 6 تريليونات دولار على الحروب في أقل من العقدين الأخيرين.
ولم يجر أي من هذه الحروب على أراضي دول الحلف نفسها. أما عدد الضحايا الأجانب لـ "الحلف الدفاعي" فتبلغ حتى حسب التقديرات الأمريكية الرسمية، مئات الآلاف".
وأشار كوساتشوف إلى أنه قتل في حروب الحلف الأخيرة فقط، وخاصة في أفغانستان والعراق وسوريا والدول الأخرى 480 ألف شخص، بمن فيهم 244 ألف مدني. وتابع: "والصورة الفخورة لحلف الديمقراطيات يشوهها وجود البرتغال خلال عهد الديكتاتور سالازار بين مؤسسي الناتو.
وفي عام 1946 رفض مجلس الأمن الدولي عضويتها في الأمم المتحدة، لكن دكتاتورية اليمين لم تكن عقبة أمام المشاركة في الناتو. وعلى ما يبدو فإن "النازيين" الأوكرانيين الحاليين سوف يتناسبون تماما مع القيم الأطلسية".