ظهر في التاريخ الكثير من العلماء المسلمين البارزين الذين قاموا بإسهامات عديدة في العلم ومختلف المجالات، منها: العلوم العلمية والتطبيقية والدينية واللغوية والعقائدية والفلسفية والطبية والاجتماعية وغيرها.. بل وقاموا بتأسيس مناهج وقواعد علمية متكاملة لأشهر العلوم وأهمها التي أفادت البشرية كلها حتى وقتنا هذا، وسنقدم كل يوم عالم مسلم خلال أيام شهر رمضان المبارك، لنتعرف على إسهاماتهم على مر التاريخ، وما يتميز به، وسنذكر في أول سلسلة، أشهر وأبرز العلماء في اللغة والأدب، وما قدموه لهذا العلم.
علماء اللغة والأدب..
الخليل بن أحمد الفراهيدي فهو شاعر ونحوي عربي وبصري (100 - 173 هـ / 718 - 791 م) من أئمة اللغة والأدب، وهو الذي وضع علم العروض، وعلامات الحركات، أخذه من علم الموسيقى وكان عارفا بها، حيث درس الموسيقى والإيقاع في الشعر العربي ليتمكّن من ضبط أوزانه.
عرف عنه أنه كان يعيش زاهدًا تاركًا لزينة الدنيا، محبًا للعلم والعلماء كثيرًا، وكان شعث الرأس، شاحب اللون، قشف الهيئة، متمزق الثياب، متقطع القدمين، مغمورا في الناس لا يعرف، قال النَّضْر بن شُمَيْل: ما رأى الرأوون مثل الخليل ولا رأى الخليل مثل نفسه.
وتلقى على يديه العلم العديد من أبرز العلماء الذين أصبح لهم شأن كبير وعظيم في علوم اللغة العربية، ومن أشهرهم: (الأصمعي، الكسائي، سيبويه، الليث بن المظفر الكناني، النضر بن شميل، عبد الله بن أبي إسحاق، غالب القطان، علي بن نصر الجهضمي، وهب بن جرير، العوام بن حوشب، عاصم الأحول، حدث عن أيوب السختياني، وغيرهم..).
ويعد الفراهيدي أول عالم أخضع عروض الشعر العربي الكلاسيكي لتحليل صوتي مفصل، كما قدم أيضًا أول وأقدم قاموس للغة العربية باسم (كتاب العين)، كما قدم نظام علامات التشكيل في النص العربي، وهي عبارة عن رموز نصية ثانوية توضع أعلى الحرف العربي، أو أسفله لتوضح طريقة وكيفية نطق الحرف.
أطلق عليه "النجم الساطع" لمدرسة نحاة البصرة، لأنه عالم موسوعي وباحث، وكان رجلاً صاحب تفكير أصيل، كما وُصف أيضًا بالرائد الأول لعلم المعجميات.