الجمعة 10 مايو 2024

البرنامج الإذاعي "قطرات الندى" (3-30)

قطرات الندى

ثقافة4-4-2022 | 12:10

بيمن خليل

يعد البرنامج الإذاعي "قطرات الندى" من البرامج الإذاعية التي قُدمت ضمن برامج الإذاعة المصرية والتي لها رونق خاص والتي سنسترجعها معًا كل يوم خلال شهر رمضان الكريم، حيث يقدم البرنامج مختارات من القصائد الشعرية التي كتبها كبار الشعراء، وهي قصائد رقيقة وقوية لها معناها وحكمتها، ولذلك فلهذا البرنامج أثر جميل عالق في الوجدان حتى الآن، لكي محبي ومتذوقي الشعر والأدب.

وقد شارك في أداء القصائد في الحلقات الـ 30 كلاً من: الفنانة الراحلة القديرة محسنة توفيق، والفنان الراحل محمد وفيق، والفنانة القديرة سميرة عبد العزيز، وسميحة أيوب، ومحمد شاكر، وعايدة كامل، وسهير المرشدي، وخالد الذهبي.

وتضمنت إذاعة الحلقة الثالثة قصيدة بعنوان "مقاديرُ من جفنيكِ" لأمير الشعراء أحمد شوقي" وقامت بأداءها الفنانة محسنة توفيق.

وقد غنت هذه القصيدة السيدة أم كلثوم من ألحان رياض السنباطيفي الثلاثينيات من القرن الماضي، ولحنها عبد الوهاب بعد ذلك لنفسه وغناها في الخمسينيات.

 

قصيدة "مقادير من جفنيك"

مقادير من جفنيك حوّلن حاليا .. فذقت الهوى من بعد ما كنت خاليا

نفذن علىّ اللب بالسهم مرسلا .. وبالسحر مقضيا وبالسيف قاضيا

وألبستني ثوب الضنى فلبسته .. فأحبِب به ثوبا وإن ضم باليا

وما الحب إلا طاعة وتجاوز .. وإن اكثروا اوصافه والمعانيا

وما هو إلا العين بالعين تلتقى .. وإن نوّعوا اسبابه والدواعيا

وعند الهوى موصفه لا صفاته .. إذا سالوني ما الهوى قلت مابيا

وبي رشا قد كان دنياى حاضرا .. فغادرني اشتاق دنياى نائيا

سمحت بروحي في هواه رخيصة .. ومن يهو لا يؤثر على الحب غاليا

ولم تجر الفاظ الواشة برية .. كهذى التي يجرى بها الدمع واشيا

اقول لمن ودعت والركب سائر .. برغم فؤادي سائر بفؤاديا

امانا لقلبي من جفونك في الهوى .. كفى بالهوى كاسا وراحا وساقيا

ولا تجعليه بين خديك والنوى .. من الظلم ان يغدو لنارَيك صاليا

ولي ملك ملء الفؤاد محبب .. جمعت الهوى في مدحه والقوافيا

وما الشعر إلا خطرة او سريرة .. تصوغهما لفظا إلى النفس ساريا

فتى الشرق فت العالمين مكارما .. ومن قبل فت النيران معاليا

سموت فلم تستبق للمجد غاية .. تسوم السها هذى الخطى والمساعيا

واطيبُ من قرب الحبيب على رضى .. مقامك في دار السعادة راضيا

وما زلت في ملك الخليفة اولا .. وإن كنت في نادى الخليفة ثانيا

ولو سئل الإسلام ماذا يريده .. لما اختار إلا ان تديما التلاقيا

فبينكما في الدين ودّ ورحمة .. وفي الملك عهد الله ان لا تجافيا

وللودّ دل لا يكدِّر صفوه .. ولكن كثيرا ما يغر الأعاديا

تقبل عزيز المالكين تحية .. تقدّمها مصر وتهدى التهانيا

طلعت عليها والضحى في ربوعها .. فيا حسنه يوما بشمسيه زاهيا

عروس سماء الشرق انت جمالها .. إذا زُيّنت كنت الحلى والمجاليا

تغيّب حينا حسنها وشبابها .. وقد ملات منها الغداة النواحيا

نشرت جلال الملك فيها وعزه .. واعلامه موسومة والعواليا

واقبلتَ كالدنيا إذا هي اقبلت .. وكالدهر حال الصفو لو دام صافيا

تشير بوجه ذى جلال وراحة .. يفيضان في الناس الهدى والأياديا

فهذا هو البدر استقرّ به السرى .. وهذا سحاب الجود القى المراسيا

Dr.Radwa
Egypt Air