أعرب الصحفى الأمريكى دان لاموث عن اعتقاده أنه من المتوقع أن يقوم كبار مسؤلى وزارة الدفاع الأمريكية بوضع خطط طويلة الأجل لنشر قوات إضافية فى شرق أوروبا ومنطقة البلطيق فى الوقت الذى تزداد فيه حدة القلق على خلفية الأطماع الروسية فى المنطقة ولا سيما في ظل استمرار الحرب الروسية فى أوكرانيا.

وأشار لاموث فى مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى ما ذكره جنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، أنه يفضل إقامة قواعد عسكرية أمريكية دائمة فى المنطقة من أجل نشر قوات هناك بالتناوب وذلك لضمان عنصر الاستمرارية بتكلفة مالية أقل.

ويؤكد ميلي، كما ذكر الكاتب، خلال شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، على اعتقاده أن قرار إقامة قواعد عسكرية دائمة في منطقة شرق أوروبا والبلطيق سوف يلقى ترحيباً كبيراً من جانب العديد من حلفاء أمريكا في المنطقة مثل بولندا ورومانيا بل أنهم سوف يتولون بناء هذه القواعد وتحمل نفقاتها.

كذلك يشير الكاتب إلى شهادة جنرال تود والترز بسلاح الجو الأمريكى ورئيس القيادة العليا للقوات المتحالفة في أوروبا أمام نفس اللجنة الأسبوع الماضى حين قال إن سياسة حلف شمال الأطلسى الحالية بنشر قوات في شرق أوروبا بالتناوب يجب أن تتغير وأن العديد من دول المنطقة على استعداد لتقبل فكرة إقامة قواعد عسكرية دائمة لحلف شمال الأطلسى هناك. ويضيف الكاتب أن هذه المناقشات رفيعة المستوى تأتى فى الوقت الذى تسعى فيه القوات الروسية إلى الاستيلاء على معظم المدن الرئيسية فى أوكرانيا بما فيها العاصمة كييف، موضحاً أن وزارة الدفاع الأمريكية قامت بزيادة قواتها فى شرق أوروبا منذ بداية العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا من 60000 جندياً إلى 100000 جندياً على الرغم من أن التواجد العسكرى الأمريكى فى جميع أنحاء أوروبا إبان الحرب الباردة فى الخمسينات من القرن الماضى لم يتجاوز 400000 جندياً.

ويشير الكاتب إلى ما ذكره المتحدث الرسمى باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" جون كيربي فى تصريحات الأسبوع الماضى أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تناقش المسألة مع حلفائها فى الوقت المناسب لتحديد التمركزالأمنى الملائم فى أوروبا بغض النظر عن نتيجة الحرب الحالية فى أوكرانيا مؤكداً أن إدارة الرئيس بايدن على استعداد لمناقشة ما إذا كان هناك احتياج لتواجد أكبر للقوات فى المنطقة.

كما أشار الكاتب إلى تصريحات وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستين أمس الثلاثاء أنه من المحتمل أن تتناول قمة حلف شمال الأطلسى التى سوف تُعقد فى يونيو القادم هذا الملف موضحاً أن أمريكا تسعى من خلال هذه الخطوة إلى طمأنة حلفائها وشركائها ولاسيما فى شرق أوروبا والبلطيق.

ويقول كذلك مسؤل كبير فى وزارة الدفاع الأمريكية ،رفض ذكر أسمه، فى تصريحات صحفية أنه من المؤكد أن يطرأ تغيير على تمركز القوات العسكرية في أوروبا بسبب الحرب الحالية فى أوكرانيا وأن هذا التغيير قد يشمل تواجد عسكرى أمريكي في المنطقة إلا أنه سوف يتم تعزيز القوات المنتشرة فى شرق أوروبا بصفة خاصة لتشمل إلي جانب قوات حلف شمال الأطلسى قوات أمريكية من أجل تعزيز قوة الردع ضد روسيا فى الشهور والسنوات القادمة.